تعرف على الأعمال الاجرامية لجماعة الأحباش في لبنان

تعرف على الأعمال الإجرامية لجماعة الأحباش في لبنان

وعلاقتهم بالمخابرات السورية

بقلم د. خلدون مخلوطة

 

عندما أتكلم على جماعة الأحباش فلا أقصد ما ينشرونه من عقائد وأحكام شرعية وسلوكية، فهم في الغالب يدعون أنهم على عقيدة الأشاعرة وعلى مذهب الإمام الشافعي وأن مسلكهم مسلك صوفي.

والحقيقة أنهم يتسترون بالأشاعرة والصوفية، وبالشيخ محمد زاهد الكوثري رحمه الله لتمرير أهدافهم الخبيثة.

ولا أريد التطرق لهذا الجانب فإنني بحمد الله أحترم الأشاعرة لأن غالب علماء الأمة على المذهب الأشعري في العقيدة، وكذلك احترامي للمذهب الشافعي: فأنا شافعي من مفرقي لقدمي، وأنا متصوف معتدل منضبط بضوابط الشرع على منهج شيخنا العارف الرباني الشيخ محمود الشقفة رحمه الله وشيخنا العالم الورع الشيخ محمد الحامد الحموي رحمه الله.

ولكن أريد أن أكشف عن أعمالهم وجرائمهم تجاه أهل السنة في لبنان، وطبيعة تعاملهم مع مخالفيهم، وعلاقتهم المشبوهة مع النظام السوري، والخدمات التي قدموها لهم.

وهذه بعض الخصائص لجماعة الأحباش:

١- تكفيرهم لمن يخالفهم في توجهاتهم الفكرية والعقدية ولا أقصد الوهابية، وشدتهم وحدتهم مع علماء أهل السنة وطعنهم بهم، بل قد يلجأ إلى الضرب ويصل به الأمر إلى القتل عندما تحاوره في مسألة عقدية أو فكرية، وقد جربت هذا بنفسي مع بعضهم.

٢- تحريفهم للكتب الشرعية وللمتون، فمن ذلك

أ- حذفهم من متن "الزبد" لابن رسلان رحمه الله البيت التالي:

( وما جَرى بين الصّحابِ نَسْكُتُ = عنه وأجرَ الاجتهادِ نثبِت ).

حذف هذا البيت من طبعة بيروت والطبعة الالكترونية.

ب- حذفهم من "صحيح ابن حبان" الأحاديث الواردة في نزول الحق سبحانه نزولاً لائقاً بعظته وجلاله.

ج- من كتبهم: "الصراط المستقيم" - وشرحه الدليل القويم - وصريح البيان في الرد على خالد كنعان (وفيه يفسّق السيدة عائشة رضي الله عنها وكل من قاتل سيّدنا عليًّا متأوّلًا من الصحابة ).

د- ولهم باسم "المشاريع" كتاب في تكفير الداعية د. راتب النابلسي

٣- قتلهم لبعض الشيوخ من أهل السنة وفرمهم فرماً فمن ذلك: قتلهم للشيخ إبراهيم عجينة رحمه الله في بيروت، وكذلك الشيخ أسامة القصٓص في طرابلس.

٤- اعتداءاتهم المتكررة على المصلين في المساجد، فمن ذلك ما فعلوه في مسجد صيدا، وكذلك هجومهم على المصلين في صلاة الصبح في مسجد جامعة بيروت العربية، ومعهم القبضات الحديدية، وجرحوا عدداً من الشباب وهم ساجدون.

وكذلك اعتداءاتهم المتكررة على الجمعيات الإسلامية.

٥- التطور الأبرز الذي رسّخ صورة «الأحباش» في أذهان اللبنانيين كان «تظاهرة السواطير»، التي اعتُبرت من أبرز مؤشرات علاقة «المشاريع» المتينة بالمخابرات السورية. ففي إبريل من العام 2001 احتج «الأحباش» بالأسلحة البيضاء، على دعوة مجلس المطارنة الموارنة الى انسحاب الجيش السوري من لبنان وفق ما نص عليه اتفاق الطائف، مهددين بـ «البلطات» معارضي الوجود السوري في البلاد.

٦- بعد الانسحاب السوري في 26 ابريل 2005 انكفأ الاحباش سياسياً، من دون أن يمنعهم ذلك من بناء نفوذهم الديني والاجتماعي، تحديداً في منطقة برج أبو حيدر، حيث تمّ تدشين المركز الرئيس لجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية. ومثل الكثير من التيارات الإسلامية يجذب الأحباش اليهم، الفئات الاجتماعية الأشد فقراً. وتؤكد بعض التقارير أن القسم الأكبر من الموالين لهم من الشباب، إما العاطلين عن العمل، أو من تركوا مدارسهم وجامعاتهم، بمعنى أن الجمعية تضم في صفوفها فئات عمرية شابة، لم تكوّن نفسها علمياً ووظيفياً.

٧- العلاقة بين الأحباش وسورية، ليس لها أي طابع ديني حركي، وإنما هي علاقة عمالة بحتة، وتنفيذ للمخطط السوري في الوسط المتدين، وهامش تحركهم خلال الوجود العسكري السوري في لبنان كان أوسع، ولكنه تراجع بعد الانسحاب. كما أن علاقتهم بالمرجعية السنية الرسمية توترت منذ أن استولوا على عدد من المساجد التابعة لدار الافتاء، وطردوا الموظفين منها. ويذكر أن مفتي لبنان الشيخ رشيد قباني طالب باستعادة هذه المساجد في اكتوبر 2005.

على أشلاء التنظيمات المسلحة السُّنيَّة ومن بينها «المرابطون» التي قامت خلال الحرب الأهلية، أسس «الأحباش» نفوذهم السياسي والأمني، وتعزز هذا النفوذ بدعم سوري، ودخلوا في صراع مع دار الافتاء وجمعية المقاصد، بعد سيطرتهم على بعض المراكز التابعة لدار الفتوى، وطموحهم لرئاستها. ويعتبر المختلفون عقائدياً وسياسياً مع حركة «الاحباش»، أن غالبية أعضائها كانوا قد انتسبوا سابقاً الى حركة «المرابطون».

٨- أسس الأحباش جمعية المشاريع الخيرية مراكز صحية وإعلامية ودعوية وتربوية.

شكل عام 2005 منعطفاً جذرياً في مسيرة «الاحباش»، لا سيما بعدما تم ربطها بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في فبراير من العام نفسه. آنذاك وردت أسماء بعض أعضائها في التقرير الأول للمحقق الدولي السابق ديتيلف ميليس، وكان بين هذه الأسماء أحمد عبد العال مسؤول العلاقات العامة والعسكرية والاستخباراتية في الجمعية ومحمود شقيق أحمد، الذي ورد انه اتصل قبل دقائق من اغتيال الحريري بهاتف الرئيس في حينه أميل لحود ومدير مخابرات الجيش آنذاك العميد ريمون عازار.

ويمارسون الآن عمالتهم مع جهات مخابراتية عالمية للتجسُّس على العلماء والدعاة للنيل منهم. وقى الله المسلمين شرهم وكفاهم كيدهم.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين