الرسول  المعلم القدوة - دعوة إلى القراءة والكتابة
الرسول صلى الله عليه وسلم
 المعلم القدوة
بقلم: الشيخ فياض عبسو
{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخروذكرالله كثيراً}
الحمد لله.. خلق الإنسان علمه البيان.. علم بالقلم.. علم الإنسان ما لميعلم...
سبحانك اللهم خير معلم                   علمت بالقلم القرونالأولى
وصلاة وسلاما على أفصح من نطق بالضاد.. وهدى العباد سبيل الرشاد..
يا أفصح الناطقين الضاد قاطبة          حديثك الشهد عند الذائقالفهم
أما بعد :
فان التعليم رسالة حضارية.. ومهنة إنسانية شريفة.. فهو مهنة الأنبياءوالرسلالكرام عليهم الصلاة والسلام..
 والإسلام دين العلم.. وأمة الإسلام أمة(اقرأ)ولكن ما بالها اليوم لا تقرأ؟!.. وأول ما خلق الله.. القلم.. واقسم الله به.. وسمى سورة باسمه.. فقالتعالى:{ن والقلم وما يسطرون }..
 وأول ما نزل من القرآن:{اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق* اقرأ وربك الأكرم* الذيعلمبالقلم* علم الإنسان ما لم يعلم*}
والإسلام دعا إلى العلم والتعلم والتعليم.." خيركم من تعلم القرآن وعلمه"..رواه البخاري عن عثمان ابن عفان رضي الله عنه.. وجعل طلب العلم فريضة علىكلمسلم ومسلمة.. واعتبر طلب العلم جهادا في سبيل الله.. وفي الحديثالشريف": من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ".. ولقد أثبت القرآن الكريم.. أنَّ الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم.. معلم للناس وللبشريَّة جَمْعاء.. على الرُّغم من أميَّته :{الذين يتَّبعون الرسول النبيَّ الأمي الذي يجدونهمكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث..}.. أميٌّ،ولكنه أستاذ المعلمين و المتعلمين.. وأستاذ الحياة.. ومعلم الناس الخير.. لأن الله هو الذي تولى تعليمهوتأديبه:{والنجم اذا هوى* ما ضل صاحبكم وما غوى* وما ينطق عن الهوى* علمه شديدالقوى*( ..
وفي الحديث الشريف: " أدَّبني ربِّي فأحسن تأديبي ".. ،وقوله عليه الصلاة والسلام: " أنا أفصح العرب بيد أني من قريش "..
قال الله تعالى :{هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}..
المنهج النبوي في التعليم:
ومهما تقدم العلم.. وتطورت أساليبه ووسائله التعليمية.. فإنها تبقى عالة
ومفتقرة الى المنهج النبوي في التعليم.. الذي استخدم جميع الأساليب وطرقالتدريس والوسائل التعليمية المتاحة في ذلك الوقت.. وخرَّج أمة متحضرة فريدة مننوعها.. فتحت العالم بأسْره.. ودخلت كل قلب..وتقبَّلها كل عاقل يبحث عنالحقيقة... وما ذلك إلا لحُسْن أخلاقها ومعاملتها وتعاليمها التي وافقت العقلوالمنطق والواقع.. والفطرة السليمة.. فكانت رحمة للعالمين..
 ومن حكمة النبي عليه الصلاة والسلام في التعليم.. أنه كان يخاطب الناس على قدر عقولهم..وينزِّل الناس منازلهم..
وكان يتكلم بكلام فصل بين.. يحفظه من جلس إليه، ويعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه..
ويتدرج في التعليم،ويراعي الفروقالفردية في المتعلمين، وكان يقول: " إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم ".. وكان يضرب الأمثلة لتقريب المعاني وتوضيحها وترسيخها في الأذهان.. وبالمثال يتضح المقال..
 وكان يوري فيالكلام.. يعمم ولا يخصص.. فيقول :" ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا ".
 ويستخدم أسلوب الحوار، وطريقة السؤالوالجواب للتشويق.. فكان أسلوبه حكيماً ومقنعاً.
 وكان يرحب بطلاب العلم ويوصي بهم خيراً.. وعلى المعلمين أن يقتدوا به، وينهجوا نهجه..
روى الدارمي وابن ماجه واللفظ له، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إنما بعثت معلماً".
وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إنالله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتاً ولكن بعثني معلماً ميسراً"..
وروى مسلم أيضاً عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه انه قال: بينا
أنااصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله،فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أمياه.. ما شأنكم تنظرون إلي؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فلما رأيتهم يصمتونني سكت، فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعاني، فبأبي هو وأمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فو الله ما نهرني ولا ضربني ولا شتمني، قال: " إنَّ هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن"..وفق الله الجميع للعلم النافع، والعمل الصالح، والإخلاص في القول والعمل.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
للمزيد..
انظر الكتب التالية:
1ــ الرسول المعلم وأسليبه في التعليم، للشيخ العلامة المحدث عبد الفتاح
أبوغدة.
2ــ الرسول المعلم ومنهجه في التعليم، للدكتور محمد رأفت سعيد.
3ــ الرسول العربي المربي، للدكتور عبد الحميد الهاشمي.
4ــ المربي محمد، للأستاذ محمد سعيد المولوي.
وكتب: فياض العبسو
بمناسبة: أسبوع القراءة.
الجمعة في:5من صفر الخير / 1428 هـ
الموافق / 25 / 2 / 2007 م.
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين