انعتاق

لا تظنوا الأمر سهلا، فأن تعيش كما يريد الله وحده، وكما تريد أنت وحدك، دون استعباد من شيء أو أحد، فذلك من أعلى درجات الإرادة والإباء والتحرر، ومن أعلى مقامات التوحيد والعبودية التي يخص الله بها من يشاء من عباده.

إنه انعتاق من عبودية الرزق؛ لأنه الرازق ...

ومن خوف العدو؛ لأنه الحفيظ ...

ومن قهر الرجال؛ لأنه القوي ...

ومن جور السلطة؛ لأنه الملك ...

ومن ضعف النفس؛ لأنه الناصر ...

ومن قلق المرض؛ لأنه الشافي ...

كثيرة هي الأشياء التي تريد استعبادك، وأن تكون شريكة لله في عبوديتك، السلطة والمال والمرض والنفس والشهرة والزوجة والولد والشهوات والعادات والمألوفات.

قمة العبودية والتوحيد ليس في ترك عبادة صنم أو بشر أو حجر فقط، ولا في ترك حلف بغير الله أو تعليق تميمة فحسب، بل قمة العبودية والتوحيد أن تعيش معه، وله، وبه، وعليه وحده.

لا تظنوا الأمر سهلا، لكن لا تظنوه صعبا على من أراد سلوك الطريق فسبل العبودية يُهْدى إليها من جاهد في سبيلها، "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".

أدعو الله لي ولك أن نكون منهم ...

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين