لا أمة ولا حضارة بدون دولة

عندما أقام المسلمون دولة كانت أمتهم في مقدمة الأمم، وكانت حضارتهم في مقدمة الحضارات، وكانت تخيف اعداء الإسلام لأنها قوية ولذلك تآمروا عليها وألغوها من الوجود وجعلونا شيعا وأحزابا نعيش على موائد اللئام بدون كرامة .

والذين ينطلقون من كتبهم الصفراء ويقولون لم نطالب بإقامة الدولة و90% من أحكام الإسلام تطبق من قبل أفراد المسلمين وليس الدولة هم يخالفون نصوصا من القرآن والسنة ووقائع التاريخ وينسون أنهم يعيشون تحت راية دولة علمانية. 

تشرف على التعليم والمجتمع والاقتصاد والإعلام والقضاء والعسكر والأمن يعني أنها دولة بوليسية بامتياز وتعطل أحكام الإسلام حتى في الزواج والطلاق. 

ثم ياتي هؤلاء ويقولون لنا: لا توجد نصوص تأمرنا بإقامة الدولة حتى يعيش المسلمون في مرحلة الغثائية وينسلقوا دون أية حراك 

يريدون أن يكون الله على دين هذه الدول كما نشاهد وليست هي على دين الله. 

اقرؤوا تاريخ الحضارات جميعها فإنها لم تقم إلا تحت ظلال دولة قوية وعندما ضعفت الدولة انهارت الحضارة وانتقلت إلى مكان آخر في ظل دولة قوية.

إذن الحضارة تظل حضارة ما وجدت لها دولة قوية وعندما تضعف هذه الدولة تنهار الحضارة .

وهذه سنة من سنن الله تطبق على البشر جميعا .

لو لم يكن خصوم الإسلام عارفين قوة الدولة الإسلامية لما حاربوها وأسقطوها 

وموقفهم اليوم من الثورات العربية هو للحيلولة دون إقامة الدولة الإسلامية وتوحيد الأمة تحت رايتها. 

هذا هو سبب الصراع يننا وبين الآخر ثم تأتون وتطرحون أفكاركم الباردة بأن الإسلام لم يأمرنا بإقامة الدولة. 

هذا الطرح تخدير ثقافي للأمة وخدمة لطروحات الغربيين وسماسرتهم بأن الدين لا علاقة له بالسياسة والدولة كما هو حالنا اليوم 

وأيضا مثل هذا الطرح من قبل من يتكلم باسم العلم هو إلغاء للمشروع الإسلامي اليوم جملة وتفصيلا وحجة بيد الخصوم في مواجهة مشروع الدولة الإسلامية.

وأسأل سؤالا بسيطا : إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا كنا ثلاثة أن يكون لنا أمير .

فما بالك بأمة تعيش بدون أمير منذ سقوط الخلافة الإسلامية؟

ألا نتحمل جميعا الإثم ؟

إن مثل هذا الطرح هو ترسيخ لواقع منحرف وتخدير لأمة تريد النهوض ولا نهوض إلا بدولة قوية ملتزمة بأحكام الإسلام في الحرية والعدل والكرامة والمساواة 

وعندئذ لا يبقى لظلم دولة ولا لطغيان أمة 

عندما نجرد الإسلام من إقامة دولة فسيتحول إلى دين كهنوتي لا علاقة له بالحياة وهذا ما يريده أعداؤه. 

وايضا ينتهي صراعنا مع السماسرة العلمانيين لصالح مشروعهم. 

وهو أيضا إلغاء لكل الجهود منذ سقوط الخلافة لأجل إقامة الدولة .

وأقول :

لا إسلام بدون تطبيق أحكامه، ولا أمة ولا حضارة بدون دولة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين