رجل أمة ورجل دولة 

نحتاج في واقعنا العربي إلى رجلين: 

رجل أمة ورجل دولة وبدونهما نسير وراء سراب. 

رجل الامة يجمع ولا يفرق، يبذل ولا يأخذ، يضحي بدون مقابل، ويكون في مقدمة الركب دائما يحمل رسالة يعيش لأجلها ويموت لأجلها يتعامل مع الآخرين وفق المباديء وليس المصالح يعيش كبيرا ويموت كبيرا ولا يعيش لأجل الأنا وإنما لأجل الأمة يترفع عن المغانم والمصالح فهو مشعل على الطريق ينير الدرب لأنه قدوة في القول والعمل لا ينافس الآخرين لأجل المنصب والمال والمصالح ولا يكون عرقيا ولا مناطقيا لأنه يعيش لمبدأ وأمة 

والسؤال : أين هو هذا الرجل ؟ ابحثوا عنه لانه بعيد عن المظاهر والديكورات فهو جندي عقيدة وفكرة في مسيرة الامة وليس زعامات ومصالح 

ابحثوا عن هذا الرجل فالأمة بحاجة إليه فهو وأمثاله يستطيعون إنقاذ الامة من مرحلة الغثائية إلى مرحلة الشهادة 

( لتكونوا شهداء على الناس )

وبدون هذا الرجل وامثاله فإننا نسير وراء سراب.. 

نعم هناك اصحاب القاب ومناصب ومظاهر يجيدون زخرفة القول والصياح واللطم والنواح ولكنهم يراوحون مكانهم لأنهم يعملون بطرقة الشيخ والمريد ويتعامل مع الآخرين من منطلق الأنا فهو كل شيء وغيره لا شيء، وهو الصواب وغيره الخطأ، ومن يعترض فينطرد بسبب او بغير سبب. 

ولذلك نجد الأمة ضعيفة متشرذمة فاقدة للثقة بنفسها وتحتاج إلى رجل امة ليحييها من جديد 

اللهم هيىء لأمتنا رجالا امة لا رجال مناصب ومصالح 

رجالا مصلحين لا رجال صالحين فقط ( هذا إذا كانوا صالحين )

رجل الامة باختصار: مفكر قائد وقدوة على الطريق. 

اما رجل الدولة فهو متميز عن غيره في ميدان السياسة والعمل فهو لا بتاجر بالشعارات ولا بالموافف ولا بالمباديء 

غير تابع لأجندة خارجية ليس هدفه من العمل السياسي خدمة نفسه وإنما خدمة شعبه ويكون صادقا في القول والعمل لا يساوم على الحقوق ولا على المبدأ وليس تابعا لاجندة من الأجندات الخارجية لأنه يعمل بصدق لاجل الوطن والشعب من خلا القول والعمل ولا يساوم على مبدأ سيادة الشعب ولايستسلم للمخططات الخارجية يوحد المواقف لمواجهة التحديات ولا يفرق يؤمن بالتنوع ولا يلغي الآخر 

يعمل على وحدة الكلمة وتحقيق المصلحة للأمة 

فأين رجل الدولة في واقعنا المعاصر ؟ 

رجل الدولة صاحب مبدأ وسياسي بارع وقدوة.

ابحثوا عن رجال الدولة وعينوهم في المراكز القيادية. 

وكفانا الجري وراء كل ناعق في ساحتنا لا نسمع منهم غير الصراخ والتطبيل لا أكثر ولا أقل 

إذن علينا ان نبحث عن رجل الأمة ورجل الدولة .

اذا اردنا التنمية والبناء الحضاري 

واعتقد تجربة القرن العشرين والواحد والعشرين كافية ان نأخذ دروسا وعبرا منها 

وفي الختام أذكركم بقوله تعالى: ( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا بأنفسهم )

ومشكلة العالم العربي انهم اهتموا ببناء الحجر وتطاولوا في البنيان ولم يهتموا ببناء البشر فكانت النتيجة هذا الواقع الأليم

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين