الجولان وفلسطين.. الحق الذي لن نخسره

حماقة وعنجهية ما يفعله سياسيو الدول الكبرى، أوصلتهم إلى درجة يظنون أن بمقدرتهم تغيير الجغرافيا والتاريخ واستلاب حقوق الشعوب بشخطة قلم.

ربما يحتفظ الصهاينة بقلم ترامب وتوقيعه كتذكار لتسليمهم الجولان كما فعل أسلافهم من قَبل بوعد بلفور.. لكنهم يعلمون أن ما يحرس اغتصابهم لأرضنا هو الخيانة، وبيع سابق، وضعفنا، واستسلامنا نحن لأوهام قوتهم، والطغاة الذين يحرسون صمتنا وذلنا ..

التوقيع الحقيقي جاء من هنا وليس من ترامب ولا من بلفور سابقاً، ومعركتنا معهم بدأت منذ زمن طويل، لم تتوقف لحظة واحدة رغم كل انتكاساتنا وخيباتنا وخساراتنا، دائماً كان هناك من يقاوم، ويرفع السيف، ويتكئ على عزيمته ودماء السابقين، ليصنع سوراً من الأكتاف الشامخة يُحصِّن به قضيته وحقه، لا تهده المدافع ولا يخترقه رصاص الحرب ولا تحرقه نيرانها.

هذه الحرب استعادت جذوتها منذ ثماني سنوات على طول البلاد كلها، والصهاينة يعلمون أن وعد بلفور لم يستطع إلى اليوم منحهم الأرض التي حلموا بها في فلسطين، وما زالت تهتز تحت أقدامهم وعروشهم رغم جبروتهم وقوتهم، ويعلمون أيضأ أن توقيع ترامب لن يمنحهم الجولان ولا أي أرض أخرى. إن وجودهم هنا مؤقت على قدر ضعفنا وفرقتنا وثبات الطغاة الذين يحكموننا على عروشهم، لا على قدر قوتهم أو حقهم الذين يدعونه في أرضنا.

نحن لا نكترث للوعود ولا لاعتراف العالم من عدمه، لا يعنينا ما يقوله الحمقى وما يُوقع عليه المغفلون وما يفرح به السياسيون، هم ونحن نعلم جيداً أنّ الحقوق تصونها القوة، لا الاتفاقيات، وأن الباطل عند أول ضربة سيبدأ بالانهزام، فلا قضية يقاتل في سبيلها، وأن طعنة ترهبكم وتشتت شملكم في فلسطين ستكون يوماً ألف طعنة في صدوركم، وسنبذل الأرواح رخيصة في سبيل حقنا وحريتنا، ولن تعجزنا كثرة القتل، فنحن مثل زبد البحر أو نزيد، كعدد النجوم أو نزيد، كحبات المطر أو نزيد، ولن تحصوا سوى أعداد قتلاكم.

المصدر: موقع حبر

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين