القانون الجيّد ضمانة للدولة وأفرادها..أمّا الفاسد فمدمّر!

العصابات ، قد تَقتل ، خارج القانون ، فتقمعها الحكومة ، بالقانون ! فإذا مارست الحكومة ، القتل الفوضوي، باسم القانون ، نسفت القانون ، ودمّرت الدولة !

فإذا كان القانون ، ذاتُه ، سيّئاً ، أو فاسداً .. فكيف يتعامل معه ، الناس؟

قبل الإجابة ، على هذا السؤال ، لابدّ ، من أمرين ، هما :

(أ) معرفة نوع الفساد ، في القانون (ب) معرفة المتعاملين ، مع القانون الفاسد !

(1) معرفة نوع الفساد ، في القانون !

أنواع الفساد ، في القوانين ، كثيرة ، من أهمّها :

كون القانون مكتوباً ، بطريقة خاصّة ، لحماية أصحاب السلطة ، وتحصينهم ، من أيّة مساءلة .. وتجريم كلّ من يعترض ، على سلوكاتهم ، أو قراراتهم !

كون القانون غامضاً ، في بعض موادّه ، بصورة ، لاتتيح لأحد، غير الممسكين، بمقاليد السلطة ، تفسيره ! وبناء عليه ؛ يوظّفه رجال الحكم ، لمصلحة الأقوياء ، في السلطة ، أو في الدوائر، المقرّبة منها !

(2) معرفة المتعاملين ، مع القانون !

- المتعاملون مع القانون ، بصورة إيجابية ، تحافظ عليه ، لحماية مصالحهم .. وهم أصناف :

الصنف الأوّل : هم الذين يتولّون كِبْرَ الموضوع ، ويُصرّون ، على بقاء القانون ، كما وضعوه ، هم ، أو كما وُضع لهم ! ولديهم استعداد للصراع ، من أجل بقائه ، كما هو ، ولو تَعبوا في الأمر، وعانَوا من مشقّاته ؛ لأنه يمنحهم ميزات كبيرة ، يخسرونها : بتغييره ، أو إسقاطه !

الصنف الثاني : هم المستفيدون ، من بقاء القانون ، كما هو ، لكنهم لايصارعون ، من أجل بقائه ، كما هو!

الصنف الثالث : المسالمون للسلطة ، التي وضعت القانون ، ولا يحبّون إغضابها! لكن ، لو تغيّر القانون ، أو أسقط ، بأيدي غيرهم ، فلن يتأثروا كثيراً ؛ لأنهم لا يخسرون شيئاً ، بسبب التغيير، أو الإسقاط !

- المتعاملون مع القانون ، بصورة سلبية ، لتغييره ، أو إسقاطه ! والحديث ، هنا ، عن النُخَب ، وهم أصناف، أهمّها اثنان :

الصنف الأوّل : هم الحريصون ، بشدّة ، على تغيير القانون ، أو إسقاطه ، ولديهم استعداد للتضحية ، في سبيل ذلك !

الصنف الثاني : الذين يرغبون ، بتعديل القانون ، لكن ليسوا مستعدّين ، للتضحية بشيء ، في سبيل ذلك !

أمّا عامّة الناس ، من السائرين في ركاب السلطة ، والسائرين في ركاب النخَب المعارضة .. فهم يميلون ، غالباً ، مع توجّهات الريح ! ولا يُعوَّل عليهم ، في الصراع ، إنّما يسعى كل فريق ، لتوظيفهم ، في الصراع ، بما يخدم مصلحته !

وأمّا الصراع ، فقد يأخذ أشكالاً متنوّعة ، منها : القانوني ، والسياسي ، والشعبي(عبر المظاهرات) .. وغير ذلك! وقد يصبح الصراع عنيفاً ، في بعض الحالات ، وبعض الظروف ! وهو ، في كلّ حال ، يحتاج : صبراً ، وحكمة ، ونوعاً من الحِنكة السياسية !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين