شاركهم في عقولهم

الإنسان بطبيعته قاصر عن الوصول للكمال مهما بلغ علمه ومهما عظمت قدراته وتنوعت ثقافاته كما يقول القائل :
يا من تدعي بالعلم معرفة            عرفت شيا وغابت عنك أشياءُ
ولهذا جعل الله الشورى من أهم صفات عباده المؤمنين حين قال :
 ( وأمرهم شورى بينهم )
وأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا فقال له :
 ( وشاورهم في الأمر )
 ولذلك نجد الحوادث الكثيرة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يشاور فيها ويأخذ برأي غيره من الصحابة رغم أنه ينزل عليه الوحي من الله وما ذاك إلا لإرساء مبدأ الشورى والمشاركة في اتخاذ القرار.
فالأخذ بمبدأ الشورى وإشراك الآخرين في اتخاذ القرارات له أهداف عظيمة ونتائج باهرة ولعل من أهمها :
1-      الاستفادة من خبرات الآخرين واستخراج الكامن من قدراتهم والخافي من مواهبهم .
2-      إحساس الفرد بمكانته في مجتمعه وأهميته في بيئته مما يعمق في نفسه الحب والولاء .
3-      الحماس الشديد للقرار الذي صدر والتفاني في إنجاحه وبذل أقصى الجهد في تنفيذه لأنه تولد لديه شعور بأن القرار قراره وأنه ساهم قي صنعه وصدوره .
فلا غنى لنا عن مشاورة غيرنا صغيرهم وكبيرهم وذكرهم وأنثاهم على حد سواء ، وكما قالت العرب قديما :
 ( من شاور الناس شاركهم في عقولهم )
 وقالوا أيضا :
(ما خاب من استشار )
 ولله در القائل :
عقل الفتى ليس يغني عن مشاورة              كحدة السيف لا تغني عن البطل
لا تحقر الرأي يأتيك الحقير به                فالنحل وهو ذباب طاهر العســل
وقال آخر :
رأي الجماعة لا تشقى البلاد به               رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها
ونختمها بهذين البيتين :
شاور سواك إذا نابتك  نائبة                  يوما وإن كنت من أهل المشوراتي
فالعين تبصر منها ما دنا ونئا                 ولا تــــرى نفسهــــــا إلا بمــرآتي
هذا وباالله التوفيق.,,،

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين