الجوائح في الإسلام الغلاء العام

(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم.

الغلاء العام

وقع غلاء شديد سنة (260هـ/874م) ببلاد المسلمين كلها، حتى أجلى أكثر أهل البلدان منها إلى غيرها طلباً للطعام، ولم يبق بمكة أحد من المجاورين فقد ارتحلوا إلى المدينة وغيرها من البلاد. وخرج نائب مكة منها. وبلغ (كر-وهو مكيال لأهل بغداد) الشعير ببغداد مئة وعشرين ديناراً، واستمر ذلك شهوراً، وبلغ كر الحنطة مئة وخمسين ديناراً.

غلاء إفريقية

وقع سنة (266هـ/880م) غلاء شديد بإفريقية، عقب قحط عظيم كادت الأقوات تعدم. كذلك حل الغلاء بالحجاز والعراق والموصل والجزيرة والشام.

قحط بغداد

قحطت البلاد في سنة (284هـ/893م)، وقلت الأمطار، وغارت المياه حتى احتاج الناس إلى الاستسقاء. فاستسقوا ببغداد مرات دون أن ينزل الغيث، لما تفشى في البلاد من الفساد والمظالم.

عطش الحجاج

أصاب حجاج موسم سنة (295هـ/908م) عطش شديد لقلة الماء ونفادها فمات منهم عدد كبير، وحكي أن أحدهم كان يبول في كفه ثم يشربه.

غلاء خراسان

اشتد الغلاء بخراسان سنة (323هـ/935م) وفقدت الأقوات، ووقع بسبب الجوع بين الناس فناء كبير، بحيث كان يهمهم أمر دفن الموتى، فكانوا يجمعون الغرباء والضعفاء في دار إلى أن يتهيأ للناس من تكفينهم ودفنهم.

غلاء بغداد

وقع بغداد سنة (324هـ/936م) غلاء عظيم، تبعه فناء للناس كثير، فقد عدم الخبز فيها لخمسة أيام، وبيع (كر) القمح بمئة وعشرين ديناراً، والشعير بسبعين ديناراً، وأقام الناس أياماً لا يجدون القمح، فأكلوا خبز الذرة والدخن والعدس.

ومات من المجاعة من أهل بغداد خلق كثير. وكان معظم الموتى من الضعفاء والفقراء، وكان الموتى يلقون في الطرق ليس لهم من يقوم بدفنهم، وكان يحمل على الجنازة الواحدة الرجلان من الموتى، وربما يضع بينهما صبي، وكانت توسع الحفرات لتضم رفات الجماعة.

كما حلت المجاعة في (أصبهان)، وقيل إن موتى الجوع فيها كان نحو مئتي ألف إنسان.

وكان من بين من توفي في هذا الفناء (ابن مجاهد) وهو أحمد بن موسى بن العباس التميمي، كبير العلماء بالقراءات في عصره.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين