الجوائح في الإسلام القحط والمجاعات تعم بلاد المسلمين

(ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) صدق الله العظيم.

لقد شدتني المآسي التي تعم بلاد المسلمين من مجاعات وأعاصير وفيضانات وزلازل، ناهيك عن الاقتتال والحروب التي حصدت وتحصد مئات الألوف، وقد نتج عن تلك الحروب والجوائح مئات الألوف من هياكل إنسانية ضعافاً وهزالاً، لم تعد تنفع معهم الأدوية ولا الأغذية، ليعيشوا أشباحاً متأرجحين بين الموت والحياة.. هائمين متسكعين في البلاد يعيشون على فتات موائد الغرب والمنظمات الإنسانية. 

هذه المآسي دفعتني إلى تقليب صفحات تاريخنا الإسلامي الذي نتغنى بصحافه المجيدة التي خدّرتنا عشرات السنين، دون التوقف عند بعض مآسيه لتكون لنا عبرة نتعظ بها ودرساً نستفيد منه، فوجدت فيه، ويا لهول ما وجدت!!

قحط خراسان

أصاب الله أهل خراسان بقحط شديد ومجاعة سنة (115هـ/733م)، فكتب (الجنيد) إلى الكور: إن (مرو) كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرت بأنعم ربها، فاحملوا إليها الطعام.

وقيل إن الجنيد أعطى في هذه السنة سائلاً درهماً، فاشترى به رغيفاً، فقال لهم: تشكون الجوع ورغيف بدرهم! لقد رأيتني بالهند وإن الحبة من الحبوب لتباع بالعديد من الدراهم؛ وقال: إن (مرو) كما قال الله تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).

قحط بلاد الأندلس

ألمَّ ببلاد الأندلس سنة (197هـ/812م) قحط شديد، فغلت الأسعار وجاع الناس ونفقت الدواب، وكان الناس يطوون الأيام ويتعللون بضبط النفس.

قحط خراسان

أصاب الله أهل خراسان بقحط شديد ومجاعة سنة (115هـ/733م)، فكتب (الجنيد) إلى الكور: إن (مرو) كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فكفرت بأنعم ربها، فاحملوا إليها الطعام.

وقيل إن الجنيد أعطى في هذه السنة سائلاً درهماً، فاشترى به رغيفاً، فقال لهم: تشكون الجوع ورغيف بدرهم! لقد رأيتني بالهند وإن الحبة من الحبوب لتباع بالعديد من الدراهم؛ وقال: إن (مرو) كما قال الله تعالى: (وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).

مجاعة خراسان

أصاب الناس في خراسان والري وأصبهان مجاعة شديدة سنة (201هـ/816م)، وغلا الطعام جداً، وفقدت الأقوات، ووقع الموت في الناس كوقوع الهشيم في النار.

مجاعة بلاد الأندلس

حلَّت في سنة (207هـ/821م) مجاعة في بلاد الأندلس، ذهب فيها خلق كثير، وبلغ (مد) الحب في بعض البلاد ثمانين ديناراً، كما غلت الأسعار في العراق أيضا.

غلاء موسم الحج

غلت الأسعار بطريق (مكة) في موسم الحج في سنة (228هـ/842م)، فبلغ رطل الخبز بدرهم وراوية الماء بأربعين درهماً.

عطش الحجاج

أصاب حجاج موسم سنة (232هـ/846م) عند رجوعهم عطش شديد في أربعة منازل إلى (الربذة)، فبلغت الشربة عدة دنانير. ومات خلق كثير من الحجاج من العطش. كما وقع في بلاد الأندلس قحط ومجاعة، وامتدت إلى العام القابل.

جوع مكة

هلك في حصار إسماعيل بن يوسف العلوي لمكة سنة (251هـ/865م) في رجب الآلاف من أهلها جوعاً وعطشاً، وبلغ الخبز ثلاثة أواق بدرهم، واللحم رطل بأربعة دراهم، وشربة ماء بثلاثة دراهم. ولقي أهل مكة كل بلاء من هذا الحصار الجائر. 

الحلقة الأولى هــنا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين