الاسلام هو الحل ـ1ـ - الاسلام هو الحل

 

الإسلام هو الحل ـ 1ـ

بقلم:حسين عبد الهادي

طرح أحد الصحفيين سؤالاً على المفكر الإسلامي أبي الأعلى المودودي وهو: ماذا يمكن أن تقدموه للغرب في هذا العصر؟

فكان الجواب: سنقدم لهم الأخلاق.

وسئل المفكر الإسلامي سعيد النورسي عن رأيه في الغرب فقال: إن الغرب حامل بالإسلام وسيلده يوماً.

لا ينكر أحد العبقرية الغربية في التنظيم والعلم والتكنولوجيا، ولكن كل هذا لا ينفي وجود أزمات حادة ستعصف بالمجتمعات الغربية آجلاَ أو عاجلاًَ.

يقول فريد ريش ديرنمات بتاريخ 6/4/1990م:

"إنني لا أستطيع إلا أن أقرر ـ بصفتي طبيباً ـ أن الإنسانية غارقة في أزمة رهيبة".

قلت: هذا ما يؤكده العقلاء في الغرب، وهذا ما تؤكده وسائل الإعلام المختلفة، حيث تشكل هذه الأزمات رعباً هستيرياً يهدد البشرية بالفناء.

وإذا كانت المجتمعات الغربية وصلت إلى حالة من اللامبالاة حيال الفساد الأخلاقي والكوارث والأحداث العالمية، فإن سببها شعور بالإحباط وليس التفاؤل.

فحالة الذعر التي يتفرَّد بالتحذير منها أصحاب الثقافة الخضراء لم تُجْدِ نفعاً ولم تغيِّر واقعاً.

إن التسابق النووي، واحتمال وقوع حرب نووية، والاعتداء على البيئة بالتدمير الهائل للغابات من قبل الشركات الرأسمالية، وثقب الأوزون، وزيادة درجة حرارة الأرض، والإيدز، وجنون البقر، وأنفلونزا الطيور، والحروب التي يخوضها الرأسماليون في بقاع من العالم كلها تؤدي إلى الكارثة.

إن العالم الغربي يعيش في مأزق اجتماعي وأخلاقي، ولكنها أزمة مريحة تتناسب مع تناول البيرة والخمور والمخدرات، وبالتالي دمار الأسرة، وأيضاً ترقب لنهاية العالم بحرب نووية "حرب هرمجدون"

أولم يتضح بالدليل والبرهان، البيِّن أن القرن العشرين المنصرم كان أكثر القرون دموية في تاريخ البشرية، بكل ما شهده من حرب عالمية مدمرة، وانتشار الأسلحة القادرة على إبادة الملايين من البشر، ومعسكرات الإبادة وعمليات التطهير العرقي، وغيرها من مآسي البشرية في فلسطين وغيرها.

كل هذا يشهده العالم في عصر ما يسمى بالتنوير والحداثة، والديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية.

وتتركز هذه الأعمال الوحشية المهينة للبشرية في الغرب الذي يدعي التحضر ويفتخر بعقلانيته وشعاراته الإنسانية.

إن المجتمعات الغربية لا تعاني من مرض وإنما تعاني من أمراض، وهذا سيؤدي بها إلى السقوط الأخلاقي كما حدث للمعسكر الشيوعي من قبل.

لقد أكد على هذا السقوط المفكر الإسلامي سيد قطب منذ أكثر من نصف قرن عندما أكد أن المعسكر الشيوعي سيسقط قريباً، وسيلحق به المعسكر الرأسمالي.

وقد انتقل سيد قطب شهيداً إلى ربه، دون أن يرى سقوط المعسكر الشيوعي، ونحن رأينا هذا السقوط وسنرى سقوط  الثاني إن شاء الله تعالى.

لقد ثبت أن نظريات صمويل هتنجتون بشأن صدام الحضارات الذي لا مفر منه خاصة بين الغرب والإسلام بكافة "أبعاده الدموية" ما هي إلا صيحة إنذار ذات طبيعة دفاعية في المقام الأول.

لقد تكوَّن في الغرب شعور بضرورة قطبين في العالم، أي هناك وادي السلكون وهنا مكة، وهذا يؤكد أن الغرب لم يتطور منذ 1862م حين أعلن أرنست رينان: أن الإسلام هو النفي التام( النقيض) لأوروبا.

فلم يطور الغرب ثقافته وسياسته نحو الإسلام في القرن الحادي والعشرين.

وكل هذا بسبب خوفه من أن يصبح الإسلام بالفعل ديناً يسود العالم.

وبالتالي سيصبح في هذه الحالة العلاج والشفاء الذي سينقذ الغرب من نفسه.

وبالتالي هل سيصبح الغرب قادراً على الاعتراف بالإسلام كدواء يصلح لشفاء أمراضه المستعصية؟ دواء يساعد الغرب على تخطي أزماته وإنقاذ حضارته؟

وهنا يأتي دور العقلاء من الغربيين، من أمثال هوفمان وتشومسكي وغيرهما في أطروحاتهم الموضوعية بعيداً عن التعصب.

*        *        *

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين