ترفَّقوا وتلطَّفوا في ردودكم

دعوتُ كثيرًا إلى حرص الأزواج والزوجات على البدء بكلمات الحب والمودّة قبل أن يطلب كل منهما شيئاً من صاحبه.

وكان آخر دعواتي هذه تغريدة في تويتر قلتُ مخاطبًا فيها المرأة: إذا أردتِ نُصح زوجك فابدئي بتقديره، أو شكره، أو الثناء عليه، ثم انتقلي بلطف إلى إبداء ملاحظتكِ، أو طلبك، أو اقتراحك.. ابتعدي عن المواجهة، واحرصي على الرِّفق، واحتالي في مخاطبته.

ومن بين الآثار الإيجابية الكثيرة للعمل بهذه النصيحة أو الوصيَّة، واستقبال الرجال لكلمات زوجاتهم الطيّبة استقبالًا إيجابيًّا؛ وصلتني هذه الرسالة التي فاجأتني لأنها تضمنت رداً سلبياً من الزوج : (أردتُ أن أطلب من زوجي شيئًا، فظللت أُقلِّب العِبارات في ذهني، أحاول انتقاء أفضلها، وتذكرت نصيحة لك بأن أبدأ بعبارة معناها: "أريد أن أطلب منك شيئًا لكني أخشى أن تغضب" فبدأت طلبي بها مع خوف حقيقي وابتسامة متردّدة على وجهي، وبدلًا من أن يؤثِّر هذا فيه؛ ردّ عليّ قائلًا بجفاف وجفاء: قولي، لكن لاتتوقعي أنَّ مقدمتك هذه وعباراتك الناعمة ستجعلني أتأثّر أو أوافق!).

ما أقسى هذا الزوج، وماأبعده عن فهم المرأة وطبيعتها الزاخرة بالمشاعر والعواطف والأحاسيس!

رُبَّ من يدافع عنه بقوله: إنه لايريد أن يَعِدها بتلبية طلبها، ثم لايقدر عليه، أو لايقتنع به.

والرد عليه بأنه يستطيع أن يرُدّ على زوجته ردًّا ليس فيه موافقة على تلبية طلبها لكنه ردّ لطيف رفيق خالٍ من القسوة التي تضمنها ردّه السابق، كأن يقول لها : 

اطلبي وتَمنَّيْ، إن كنت أقدر عليه حقَّقتُه لك، وإن لم أقدِر اعتذرتُ منكِ.

أو يقول:

كلماتكِ الحلوة هذه تُلين الصّخر؛ وأرجو أني قادر على تلبية طلبكِ.

اختاروا عباراتكم - في خطابكم زوجاتكم- بعناية، وابتعدوا عن الغِلظة والقسوة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين