وجيز التفسير: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا}

 {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10]

العزة العارضة على جسر الغرور ، بصاحب سلطان أو صاحب جاه أو صاحب مال هي في حقيقتها ذلة أو جسر إلى الذلة . العزة كلها لله ، وعزتنا الحقيقة في جنب الله . وكم من أسير أعز من آسره ، وكم من سجين أعز من ساجنه ، وكم من مستضعف أعز من المستبد به .

إلى الله ربنا يصعد الكلم الطيب على معراج القبول إن شاء الله ، وأجمل ما في هذه الأية مفهوم المخالفة : الكلم الخبيث لا يصعد ، اقرأ إن شئت: " كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين ....كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون ".

المؤمن لا يتتبع عورات الناس ..

المؤمن لا يترصد زلات الناس ، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته يوم القيامة وفضحه على رؤوس الخلائق ..

حين يحرق العود الطيب ينشر الرائحة الطيبة . انشروا المعروف والبر والخير وادعوا إليها ...إليه ، إلى رب العالمين ، يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه ..

وقالوا :{ والعمل الصالح يرفعه} استئناف كلام ، والله ، جل الله يرفع ، العمل الصالح ، وبين الصعود والرفع تجانس ، وكل ما جاء عن الجهة والفوق والتحت في مثل هذه السياقات رمزي اعتباري حسب إدراك المخاطبين من البشر ..

وقالوا:{والعمل الصالح يرفعه } العمل الصالح الذي يصدق الكلم الطيب الصاعد إلى الله من ذكر وشكر ودعوة إلى الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر هو ختم التصديق على الكلم الطيب أو هو ختم القبول ..

ما أجهل من يعيب على الناس لبس الخروق حتى يظل بينهم عاريا ..

صباحكم كلم طيب وعمل صالح

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين