مفارقات بين القرصنة الصهيونية والمرحمة العالمية


أ.د. صلاح الدين سلطان


إن حقائق القرصنة الصهيونية لتؤكد النصوص القطعية أن بني إسرائيل سفاكون للدماء، قتلة للأبرياء ولو كانوا من الأنبياء، كما قال تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (البقرة:87).
إن حجم المواجهة قتلا وجرحا واعتقالا لهؤلاء الأبرياء العزل في "قافة الحرية" من أكثر من أربعين دولة فجر يوم الاثنين (17 جمادى الآخر 1431 هـ) يعني أن الكيان الصهيوني أمِن تماما من أي رد إسلامي أو لوم أمريكي أو موقف عالمي أمام طغيانهم، ونحن ندعو أهل المرحمة العالمية أن يستمروا في التحدي والتصدي للقرصنة الصهيونية وأتوجه إلى علماء الأمة أولا، وأنظمتها ثانيا، وشعوبها الإسلامية والعربية ثالثا، وأحرار العالم جميعا أن يتحركوا في هذه المواقف العملية التالية:
1. ندعو أن تتبنى أية حكومة عربية أو إسلامية نقل الجرحى والمصابين جميعا خشية أن يقتل هؤلاء صبرا بإهمال علاجهم أو تعمد قتلهم.
2. ندعو شيخ الأزهر أن يكون أول من يتبنى وقف بناء الجدار وفك الحصار خاصة من معبر رفح، فالمعلوم يقينا أن القوافل التي اتخذت البحر سبيلا كان ذلك بعد يأسهم من الدخول برا آمنين.
3. ندعو إلى استمرار الاعتصامات والإضرابات يقودها علماء الأمة تأييدا وإكبارا لكل من شارك في هذه القافلة ولتأكيد مساندتنا لهذه الجهود الإنسانية الراقية.
4. نثمن هذه الجهود الهائلة من الشعب والمؤسسات والحكومة التركية، ونقدر أن أكبر التضحيات كانت منهم وهم جديرون بالاقتداء.
5. أمام هذه القرصنة الصهيونية على أحرار المرحمة العالمية وليس فقط على أبنائنا في غزة نؤكد على وجوب إحياء وإعلان عقيدة الجهاد والمقاومة، ورفض المفاوضات والسلام مع الصهاينة، فالجهاد هو الطريق الوحيد لردع هؤلاء المحتلين وتحرير المسجد الأقصى وفلسطين.
6. إحياء وتفعيل ثقافة المقاومة الإلكترونية لبيان الوجه القبيح للقرصنة الصهيونية، ونشر ما يتاح عن صور المجزرة في أوسع دائرة ممكنة على مستوى العالم.
7. مضاعفة الصدقات الجارية لأبنائنا وبناتنا في غزة تعويضا لهم عما انتظروه في قافلة الحرية، وهم يعيشون أسوأ كارثة إنسانية، كما قال الشاعر:
وكن على الدهر معوانا لذي أمل       يرجو نداك فإن الحر معوان
8. إحياء وتجديد عقيدة الأمل في الله تعالى - رغم شدة الألم - أنه غالب على أمره وبطشه شديد وأخذه أليم ونصره للمؤمنين يقين، لقوله تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ) (محمد: 11).
9. أخيرا دوام التضرع والابتهال إلى الواحد القهار، والصيام والقيام والبذل والإنفاق، والدعاء والقنوت أن يهلك الله الصهاينة المعتدين وعملائهم من المنافقين.
وإذا كان علماء الأمة الإسلامية هم عقلها الواعي، وقلبها الحي اليقظ، ولسانها المعبرعن تطلعاتها وآلامها، فقد احتلوا موقع الرأس من جسمها، وتربصوا على عروش قلوبها في كل مراحل العافية، فندعوهم أن يقودوا زمام المبادرة في قافلة جديدة تحت عنوان "قافلة المرحمة الإنسانية لعلماء الأمة الإسلامية".
يا علماء أمتي أن تصلوا متأخرين أفضل من أن تقفوا متفرجين!.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين