كيف يتفاهم الناس بلا لغة مشتركة؟

بين: الانسحاب من (أراض فلسطينية) ، والانسحاب من (الأراضي الفلسطينية) ، حدثت مشكلة ضخمة ، ماتزال قائمة ، إلى اليوم ! هذا ماحدث ، في ترجمة نصّ إنجليزي ، لمعاهدة جرت من سنين !

المصطلحات مفاتيح أساسية ، للتفاهم :

قال الجاهلُ متواضعاً:

أحبّ الصالحين ولستَ منهمْ= لعلّي أن أنالَ بهمْ شفاعَهْ !

فشتمَ العالمَ ، حين وضع فتحة ، على التاء ! فقال العالمُ : إيْ والله يابنيّ لستُ منهم ! فظنّ الجاهلُ أنّ العالمَ يشتمه ، حين أيّد كلامَه ، حسبَ الفهمِ الصحيح للكلام !

كيف يتفاهم الناس، بلا فهم موحّد، للغة البسيطة ؟ وكيف يتفاهمون ، حول مضمونات الشعارات والمشروعات.. وحول تطبيقها، وحول آليات التطبيق ، على الأرض ، ومآلاته ..وهذه ، كلها أعقد، بكثير، من اختلاف الفهم، حول اللغة البسيطة ، بين عالم وجاهل؟

الإصلاح والإفساد :

قال تعالى: { وإذا قيلَ لهم لا تُفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون*}.

إنّ الإصلاح والإفساد ، هما من الأمور النسبية ، التي تشمل أشياء كثيرة ، منها : الاعتقادية والاجتهادية .. ومنها مايتعلّق بالعمل : قولاً وفعلاً ! وهي لا تقتصر، على شخص بعينه ، أو فئة بعينها ! مع أن السياق العامّ للآيات – كما وردت في القرآن - متعلّق بالمنافقين ، الذين وُجدوا في العهد النبوي ! فهل هناك أحد ، بعينه ، اليوم ، يشعر أنه متّهم ، أو أنّ الآيات موجّهة نحوه، تحديداً ؛ سواء أكان مسؤولاً ، أم فرداً عادياً ، ممّن يدّعون الإصلاح ، أوينادون به ؟

الحقّ والباطل : 

ثمّة نوعان من الحقّ ، ونوعان من الباطل !

النوعان الواضحان ، من الحقّ والباطل ، عقلاً وعُرفاً ، لدى عقلاء البشر، ليس ثمّة صعوبة ، في معرفة أيّ منهما ، وفي أيّ مكان هو .. والتفاهم حوله !

أمّا النوعان المختلف حولهما ، فهما مما يتغيّر، بتغيّر زوايا الرؤية ؛ إذ يرى كلّ فريق من الناس، الحقّ معه ، من زاوية الرؤية ، التي ينظر من خلالها ، إلى الأمور! وغالباً ما تنشا الصراعات، الباردة والساخنة ، حول هذين النوعين ، من الحقّ والباطل !

الخطأ والصواب :

ثمّة أنواع ، من الخطأ والصواب ، منها العلمي ، ومنها مايتعلق بالسلوك البشري ، ومنها ماله علاقة ، بالاجتهاد العقلي البشري !

أما أصناف الخطأ والصواب ، في المجالات العلمية ، بأنواعها ، فما نحسبها تثير صراعاً ، بين البشر ، حتى لو قامت خلافات قويّة ، بين المهتمّين بها! 

وأمّا الخطأ والصواب ، المتعلقان بالسلوك البشري ، والمعروفان : عقلاً وعرفاً ، فما يثيران خلافات كبيرة ، بين العقلاء ، من الناس ! وأيّ خلاف ، ينشب حولهما ، يسهل حلّه ، عبر حوارات بسيطة جادّة ، أو عبر محكّمين عقلاء !

أمّا الخطأ والصواب ، في الاجتهادات البشرية ، المحتاجة إلى إعمال عقول ، ففيهما ، وحولهما، تنشأ الصراعات ، غالباً ، حتى بين الناس ، من فريق واحد ؛ بلْهَ الناس الذين ينتمون ، إلى فرقاء مختلفين ! وكلّما اشتدّ الغموض ، في الخطأ والصواب ، واشتدّ التعقيد فيهما ، اشتدّ الصراع حولهما : سياسياً ، أو اجتماعياً ، أو اقتصادياً .. !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين