كيف نتصدى للهجمة الشرسة على الإسلام؟

لقد أصبح واضحاً لكل مبصر أن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها أمتنا تستهدف وجودها، وهي هجمة لا تشبهها هجمة سبقت من قبل، لا في شدتها، ولا في حجمها!!

وهي اليوم تستهدف أولاً النهوض الإسلامي الذي لاحت بوادره في أفق المسلمين، فلم يعد يطرح في خطاب هذه الهجمة الهجوم على فئة أو جماعة محددة، ولكنها تطرح بأن هجومها على الإسلام الذي يشكل بالنسبة لها خطراً على حضارة الغرب ومصالحه.

والذين يعدون سقوط الشيوعية سقوط خصم للغرب يخطئون كثيراً؟! فحتى حين كانت الشيوعية في عزها وقوتها كانت تصريحات الساسة والمفكرين والمخططين في الغرب بأن العدو الحقيقي لحضارتهم ومصالحهم هو الإسلام.

أما كيف بدأت هذه الهجمة؟ وكيف تتحرك فإن أذرعتها الأخطبوطية تتحرك على ثلاثة محاور:

1 – التشكيك بالإسلام كدين ورسالة.

2 – التشكيك بالملتزمين بالإسلام ومحاصرتهم محلياً وعالمياً.

3 – محاربة كل ما هو إسلامي وعلى جميع الاتجاهات (المصارف – الحجاب- الأدب- الثقافة والفكر- العمل الاجتماعي- العمل الدعوي) وكل ما يمتّ إلى الإسلام وينصبغ بصبغته وإذا كان المسلمون قد انتهوا من معركة الشبهات التي خاضوا غمارها خلال العقود السابقة من هذا القرن، فإن هذه الهجمة قد خطت خطوة جديدة في مرحلة جديدة وهي مرحلة التشكيك بالملتزمين بالإسلام تحت عدد من المسميات كالأصولية والإرهاب وغير ذلك.

أما كيف يتم التصدي لهذه الهجمة بعد أن اتضحت أبعادها فلابد من التعرف على مخططاتها وأدواتها، ثم تقسيمها إلى وحدات بحسب المستهدفين، ويكون هذا على محورين:

الأول: ويقوم على تحصين المستهدٓفين.

والآخر: على فضح هذه الهجمة، وكشف نواياها.

ثم إيجاد البديل المكافئ والسعي إليه في جميع ساحات الصراع وهو في البداية قد لا يكون على المستوى المنشود، إلا أن التركيز عليه وتحسين موقعه اعتماداً على ما أصبح في النفوس من تحصين ومن أفكار ومثل ستجعلها تتمسك به إلى أن يحين نضوجه ووصوله إلى الحد المطلوب والمكافئ.

فعلى مستوى الثقافة مثلاً لا يبقى التركيز على الخطاب التراثي فحسب، لأن بعض المثقفين لديهم عقدة من هذا الخطاب، وهم يطالبون بما يناسب العصر، ونحن – بحمد الله- نملك هذا فإذا أحسنا فهم ما لدينا وطرحه بالوسائل المتكافئة سنجعل كثيراً من الشاردين يعودون باعتزاز إلى قواعدهم وأصولهم وهو ما حدث ويحدث بالفعل سواء على مستوى أهل الفكر والمثقفين، أم على مستوى القاعدة العريضة من جيل الشباب وقد تجاوز هؤلاء مرحلة الانبهار بالغرب والزهد بما لديهم، إلى موقف الاعتزاز، واتخاذه بديلاً إنقاذياً ليس فقط للمسلمين، ولكن للإنسان أياً كان هذا الإنسان !!

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين