رابطة العلماء السوريين وقافلة الحرية وحصار غزة

بسم الله الرحمن الرحيم

رابطة العلماء السوريين وقافلة الحرية وحصار غزة


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وإمام المجاهدين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...


إن رابطة العلماء السوريين ابتداءً تحيي أولئك الأبطال الشجعان الذين قدِموا من أربعين دولة وامتطَوْا عُباب البحر أياماً طويلة، وركبوا أسطول الحرية، يتحدَّون الحصار في غزة، وهم يعلمون يقيناً ما سيواجههم على أيدي القتلة الإسرائيليين، من وحشية وهمجية وعدوان، رضوا بأن يتحملوا ذلك فداء لغزة وأهلها، وانتصاراً للحرية والعدالة، وحقوق الإنسان، فلهم التحية والشكر، ولشهدائهم الرحمة والرضوان، ولأسراهم الحرية والفداء.


ولأن لغة الاحتجاج والاستنكار والشجب والإدانة... وما يماثلها من كلمات دبلوماسية أضحت كلمات باهتة وفاقدة المعنى والمدلول، وخاصة عندما تصدر عن المسؤولين العرب، فإن رابطة العلماء السوريين تطالب الأمة العربية والإسلامية والعالم الحر باتخاذ مواقف إيجابية لكسر الحصار، ووقف العدوان، وأن تضع حداً للوحشية الإسرائيلية، والقرصنة الإسرائيلية، فلقد تجاوزت إسرائيل كل حد، وخرجت على كل قانون، وداست كل حق، وتمردت على كل هيئة دولية، وكل شرعة حقوقية، بفعل الدعم الأمريكي اللا محدود، وبضمان الفيتو الأمريكي الظالم الجائر.


إن رابطة العلماء السوريين تطالب الحكومات والمؤسسات والشعوب بما يلي:


1 ـ تطالب الرابطة الشعوب العربية والإسلامية بوقفة إيمانية شجاعة دعماً لإخوانهم في غزة، ونطالبهم بالتحرك الفوري في مظاهرات غاضبة يتقدمهم العلماء الكرام بعمائهم البيضاء وتيجانهم الناصعة ليشكلوا ضغطاً على الحكومات حتى تقف الموقف المشرف والعزيز في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية والعدوان الصهيوني، ولتقتد هذه الشعوب بأولئك الأبطال الشجعان رجال قافلة الحرية الذين سطَّروا بدمائهم وشجاعتهم موقفاً تاريخياً له ما بعده إن شاء الله.


2 ـ تطالب الرابطة كافة الحكومات العربية والإسلامية بطرد السفراء الإسرائيليين من بلادها، واستدعاء سفرائها من إسرائيل، وإلغاء كافة المعاهدات والاتفاقات المبرمة بينها وبين إسرائيل. ووقف كل أشكال التطبيع الظاهرة والخفية.


3 ـ وتطالب الرابطة الجيوش العربية بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، لأن فلسطين من الدول المؤسسة للجامعة العربية والموقِّعة على ميثاق الدفاع المشترك.


4 ـ وتطالب الرابطة الجامعة العربية بأن تلغي وبشكل فوري المبادرة العربية التي لا تزيد عن كونها شكلاً من أشكال الخديعة الصهيونية توهمنا  بتحقيق السلام.


5 ـ وتطالب الرابطة الإخوة الفلسطينيين أن يصلحوا العلاقة بينهم، وأن يوحِّدوا صفهم، ويجمعوا كلمتهم، خاصة بعد أن تبيَّن كذب إسرائيل ومراوغتها وخداعها في ادعاء السلام... هل بقي عاقل في الدنيا يُصدِّق أن إسرائيل تريد السلام أو تُصدُقُ في مفاوضات السلام العبثية، ألا يكفي عشر سنوات أو يزيد من المكر و الخداع ؟!


6 ـ وتطالب الرابطة حكومة مصر بموقف شريف تتحدى فيه إسرائيل، وتنتصر لمليوني مسلم عربي محاصر، يفتقدون كل مقومات الحياة، وذلك بفتح كافة المعابر، والتوقف عن هدم الأنفاق التي يُنقَل من خلالها الغذاء والدواء.


7 ـ وتطالب الرابطة شعوب العالم بوقفة إنسانية تنتصر فيها للحق والعدل والحرية، وحقوق الإنسان، وتضغط فيه على حكوماتها حتى يكونوا عوناً على كسر الحصار عن شعب مقهور يبلغ تعداده مليونين من بني الإنسان، قد حرمهم الظلم والاحتلال من الحاجات الأساسية منذ ثلاث سنوات.


8 ـ وتطالب الرابطة الرئيس أوباما أن يفي بوعده الذي قطعه على نفسه في الانتخابات، وخلال زيارتيه لمصر وتركيا أن ينتصر للحرية وللأحرار، وأن يغيِّر صورة أمريكا في نظر المسلمين.


9 ـ وتطالب الرابطة أغنياء العالم وبخاصة أغنياء الخليج بدعم إعمار غزة التي دمرتها الآلة العسكرية الإسرائيلية الوحشية.
10 ـ وتطالب الرابطة المجتمع الدولي ومؤسساته الدولية العمل على الإفراج عن أسرى قافلة الحرية ، والبالغ عددهم /750/ والذين يمثلون مالا يقل عن أربعين دولة.


11 ـ وتطالب الرابطة القضاء الدولي أن يحيل مجرمي الحرب من مسؤولي إسرائيل وجنرالاتها إلى محكمة دولية لينالوا جزاءهم العادل عما ارتكبوه من جرائم بشعة يندى لها جبين الإنسانية خجلاً.


وأخيراً فإن رابطة العلماء السوريين تتوجه بالشكر إلى كافة الحكومات والشعوب التي أدانت العدوان الإسرائيلي بصوت عال، والتي شارك ممثلوها في قافلة الحرية لكسر الحصار عن غزة، وتخص بالشكر تركيا حكومة وشعباً، ضارعين إلى الله العلي القدير أن يرحم الشهداء من الأتراك وغيرهم، وأن يشفي الجرحى، وعلى رأسهم العالم الداعية الرباني المجاهد رائد صلاح، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة.


كما أن الرابطة ترى من واجبها أن تتوجه بالشكر لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي جنَّدت نفسها لفضح جريمة إسرائيل البشعة بالصوت والصورة وعملت على كشف حقيقة إسرائيل أمام العالم، وتعرية مواقفها المخزية.


وتؤكد الرابطة لشعوبنا العربية والإسلامية أن الانتصار لقضايا أمتنا العادلة لابدَّ أن يقترن بالعمل الجاد، والحركة الهادفة، والتضحية الصادقة، صحيح أن قافلة الحرية سقط منها شهداء وجرحى... ولكن هذه هي سنة الله في مصاولة الباطل، ومقاومة العدوان،[ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللهُ عَلِيمًا حَكِيمًا] {النساء:104}. وإننا نرجو من هذه القافلة الشجاعة وما سيتبعها من قوافل بعون الله أن تهز ضمير العالم، وأن توقظ مشاعره، وأن تضطر الطغاة والحكام والمرجفين إلى تغيير مواقفهم:[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] {آل عمران:200}.


التاريخ          رابطة العلماء السوريين
18/6/1431                  الأمانة العامة

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين