إلهامُ الفكرة

عامَّة ما يتكلم به المرءُ أو يجري به قلمُه يكون عبارةً عن نتاج أفكاره الذاتية أو قناعته بأفكار غيره.

أيُّما الطريقين كان فإنَّ الفكرة قد تنقدح في الذهن وتتولد عنها أفكارٌ نافعةٌ أخرى لا حصرَ لها، ويكون منشؤها ومحركها حديثٌ عابرٌ أو موقفٌ ساذجٌ أو حديث نفسٍ يعتلج في الداخل بين الرغائب والنوائب.

لكن أعجب تلك المواهب هو ما يأتيك من عدوك، حينما يُظهِر لك من صفاته وأخلاقه الشريرة ما يُحيِّر اللبَّ ويفتح لك أفقًا واسعًا في التحليل والاستنتاج والتأصيل والتفريع الذي يقودك إلى التعرف أكثر على عجائب الخلق وخصائص الطبائع البشرية، وقد ينفعك عدوك في هذا المجال بما لا ينفعك به صديقك.

ولعلَّ هذا مثالٌ جليُّ لتولُّد الخير من الشر.

عند التأمل تجد أنَّ كلَّ ما توصَّلتَ إليه من تلك المواهب هي عطايا معرفية ربانية ساقها إليك بقوالب مختلفة، تنتفع بها وتنفع بها الآخرين.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين