العِبرة حيّة وصاحبُها ميت!

نموذج (1)

عبث بتاريخ بلاده ربع قرن ، وفتح أبواب الجيش للشُذّاذ ، ليصارع بهم الكبار! فهيمنوا على الجيش ، وشرّدوا (الشاطر!) حتى لم يسمحوا له ، بمكان قبر، في وطنه ! ثم اعتقلوا (سياسياً) ابنته الطبيبة ، وهي مريضة ! فانطبق عليه مضمون الآية الكريمة :

{وليَخشَ الذين لو تَركوا مِن خَلفهمْ ذرّية ضعافاً خافوا عليهم فليّتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً }.

نموذج (2)

استدعوه ، من دولة بعيدة ، حيث كان يعمل ديبلوماسياً فيها ، ووضعوه واجهة لحكمهم ، رئيساً للجمهورية ؛ لأنهم كانوا يخشون ، من أن يضعوا رئيساً منهم ، بصفتهم أقلية صغيرة ، بين أبناء البلاد ! فصدّق أنه رئيس ، وبدأ يمارس أعمالاً ، يغلب عليها الطيش والحماقة ! واستباحوا بعض المدن والمساجد ، تحت حكمه ؛ علماً بأن قوّات فرنسا ، التي احتلت البلاد ، ستّة وعشرين عاماً ، كانت تتهيّب اقتحام المساجد ؛ لما لها من قدسية ، عند المسلمين ! وقد قُتل عدد ، من أبناء البلاد ، بنيران المجرمين ، الذين كانوا يختلقون الحجج والذرائع ؛ لا ستباحة المدن والمساجد ، وتهديمها ، تحت سلطانه ، دون أن يتحمّلوا مسؤولية ، عمّا يفعلون !

وحين وجدوا أنفسهم ، في غنى عنه ، قاموا بانقلاب عسكري ، ضدّه ، وحاصروا بيته ، ثمّ اعتقلوه ، وأتاحوا له مجالاً ، ليهرب ، مغادراً البلاد ! فتشرّد في الأصقاع ، وأقام سنين عدّة ، غريباً ، يثرثر، عن نضالاته ، وبطولاته المجّانية الحمقاء ! ثمّ سمحوا له بالعودة ، إلى البلاد، ذليلاً ، محتقراً في نظر الناس ، وإن كان يحرص ، على عدم إظهار احتقاره ، لنفسه ! ثمّ أفضى ، إلى ماقدّم ،غير مأسوف عليه ، وفي نفوس الذين كانوا يؤيّدونه ، حسرة على مصيرهم، الذي ربطوه بمصيره ، وفي صدورهم حنق عليه ، لأنهم حذّروه ، من غدر رفاقه ، غير مرّة ، وفي كلّ مرّة ، كان يزكّي (الرفاق!) ، ويدافع عنهم ، حتى وجد نفسه ، بين السماء والأرض، فأدرك مدى غفلته وحماقته ، وندم ، ولات ساعة مَندم !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين