القائد الذي لا يُحسن القيادة يُضيع نفسَه وبلاده!

الخطأ ، أو الضعف ، يكون في القيادة العسكرية ، وفي القيادة السياسية !

نماذج :

(1) خطأ القائد أبي عُبَيد ، في معركة الجسر، أدّى إلى هلاك جيشه !

في حروب فتح العراق ، كان الجيشان الإسلامي والفارسي ، على ضفتي نهر، فاستفزّ قائد جيش الفرس ، قائدَ جيش المسلمين ، أبا عُبَيد ، لعبور النهر: أتعبرون إلينا ، أم نعبر إليكم؟ فأخذت الحمية الإسلامية ، أبا عُبيد ، فقرّر عبور النهر ، إلى عدوّه ! فنصحه بعض المسلمين، وحذّروه من المكيدة ، فلم يقتنع ، وأصرّ على العبور! وفي منتصف النهر، قطَع الفرسُ الجسرَ، فغرق كثير من جند المسلمين ، وقَتل الفرسُ الكثيرين ، واستشهد أبو عبيد ، في هذه المعركة !

(2) خطأ نابليون بونابرت ، في احتلال موسكو ، دمّر جيشه !

زحف نابليون بونابرت ، بجيشه ، شتاء ، باتجاه موسكو ، وكان قائد الروس ، قد أمر بإخلائها، تماماً ، من سكّانها ، ومن كلّ شيء ، يمكن أن يفيد منه نابليون ، من : طعام ، أو شراب ، أو لباس ، أو حطب للتدفئة !

وبعد أن دخل موسكو، مزهوّاً بانتصاره ، أرسل جنوده ، للبحث عن طعام ، وحطب للتدفئة .. فلم يجدوا ، في موسكو، إنساناً واحداً ، ولم يجدوا لقمة طعام ، ولا قطعة خشب ! فصبر، مع جيشه، فترة ، على معاناة الجوع والبرد .. ثمّ قرّر الانسحاب ، والعودة إلى بلاده ! وفي طريق العودة ، كان قائد الروس ، قد وضع له كمائن ، على الطريق ، فتكت بجيشه ، المرهق من : التعب ، والجوع ، والبرد ! فلم ينجُ ، من الهلاك ، إلاّ نابليون ، ونفر قليل ، من جنده !

(3) خطأ هتلر، في غزو روسيا ، دمّر جيشه !

نقض هتلر، اتفاقيته مع الروس ، في الحرب العالمية الثانية: ألاّ يحاربهم ! وأرسل قوّات ضخمة، إلى روسيا، للسيطرة عليها ! وكان الوقت مايزال صيفاً، والجند يلبسون ألبستهم الصيفية الخفيفة! واستمرّت الحرب ، حتى دخل شتاء روسيا القارس ، في المعركة ، لمصلحة الروس ! فوقع جيش هتلر، بين : المقاومة الروسية الشرسة ، والبرد الشديد ، وأوامر هتلر؛ بعدم انسحاب الجيش الألماني ، من أيّ موقع يحتلّه ! فخسر هتلر، في هذه الحرب ، خسارة فادحة !

(4) أخطاء القادة ، في ثورات الربيع العربي ، مكّنت أعداءهم ، من رقابهم ، ورقاب الأمّة !

في ثورات الربيع العربي ، ظهرت أخطاء قاتلة : سياسية ، وعسكرية ، من القيادات، في الصفوف الأولى ، وفي الصفوف المتفاوتة .. أدّت إلى إرباك العمل ، كلّه ، واستغلال الثورات المضادّة ، للأخطاء ، وتضخيمها ، والعبث داخل الصفوف ، بالتعاون مع القوى الغربية ، والصهيونية ، للإجهاز على الثورات ، بعد إسقاط أكثر الحكّام ، الذين قامت الثورات ضدّهم: بالقتل ، أو السجن ، أو مغادرة البلاد ! وما تزال أكثرية الدول ، التي قامت فيها الثورات ، ترزح: تحت نير القوى المضادّة ( قوى الشدّ العكسي) ، أو تحت نير العبث الدامي الرهيب ، أو دوّامات الفوضى العمياء المهلكة !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين