صدقني

صدقني إذا قلت لك: إنك لن تحصل مراداتك من الدنيا، ولا يمكن أن تشبع منها، فإن طبيعة النفس أنها ترى الأشياء على غير ما هي عليه في الواقع.

فالصائم إذا قدم له الطعام ظن أن المائدة الموضوعة أمامه الملونة بأصناف الأطعمة ومختلف الأشربة لن توفيه حاجته ، ولن تشبع رغبته ونهمته ، فإذا أذن له في الطعام تناول لقيمات يسيرة ثم قام لا يستطيع أن يطعم شيئا بعدُ .

وأظن أن العزب الذي لم يذق لذة النكاح قد نسج حولها الأساطير ، وظنها شيئا عظيما . فإذا تزوج وذاقها رآها دون ما كان في نفسه.

وربما ألحت عليك نفسك في ابتياع شيء وما زالت بك حتى اقتنيته، فإذا صار في يدك ندمت أنك أنفقت مالك في ما لا يستحق .

وهكذا كل شيء في الحياة تقريبا .

والذي أريده من هذا كله أن سباقك إلى اللذات وانهماكك في طلب الشهوات لن يتوقف عند حد ، ولا ينتهي إلى غاية .

فحناينك في طلب الدنيا، وارأف بنفسك ،

فإنك إذا تابعتها ستظل تركض بك إلى حافة قبرك .

وانشغل بما أنت مقدم عليه وصائر إليه= تفز هنالك بمنتهى اللذة وغاية السعادة .

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ).

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين