الامتحان

بقلم الشيخ إبراهيم حمدو العمر


 ها هي نهاية العام الدراسي تطل علينا وبداية الامتحانات النهائية
وإنني أطالب بداية من كل طالب أن يجد في دراسته ويعزم العزيمة الصادقة على اجتهاده محاسباً نفسه على كل نَفَس يضيعه سدى وعلى كل لحظة تذهب دونما فائدة
 أخي الطالب :


 الإنتصار هو صبر لحظات على تحمل المكاره والمشارق لينال صاحبه النصر المبين والفوز المشرق
والعام الدراسي المنصرم يحمل بين طياته مانرقمه نحن على صفحاته فإن كان حسناً بقي مفخرة لنا وإن كانت الثانية فإنه سيبقى حزناً لقلوبنا وألماً على نفوسنا ، وإن أقرب دليل على ذلك مايراه الطالب في نهاية العام وحين استلام كل طال نتيجته فإما أن يتوارى عن الأنظار ... وكآبة الحزن تغشي وجهه وذلة الكسل تعلو سحنته ... فتراه يلوذ بالجدران ليحشر نفسه من أقرب باب يوصله إلى صفه قبل أن يراه أحد وقد حصد مازرع وإنك لاتجني من الشوك العنب 


 وإما أن تراه باسم الثغر مرفوع الهامة ، البشر يعلو وجهه ، والابتسامة ترتسم على محياه ، قد كلل الغار هامته ليقول للناس متحدثاً بنعمة الله عليه : هاؤوم اقرؤوا كتابيه .. لأن صفحته بيضاء مشرقة ، فبعد تعب الليالي والأيام هاهو ذا ينشرح صدره لأن النجاح وبلوغ المجد لابد فيه من التعب والنصب


 لاتحسب المجد تمراً أنت آكله * لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا


 وهاهو المجد يوفّى أجره هدية يحملها بين يديه أو فرحة بين خببيه أو كلمة على مسمع زملائه تساوي عنده الدنيا ومافيها


 أخي الطالب :
 إن من كانت له بداية محرقة كانت له نهاية مشرقة ، فبادر لكسب العمر قبل أن يفوت الأوان فإن مرحلة الشباب لاتعوض بثمن ...


 وما أريد أن ألفت نظر كل طالب إليه هو أن المجتمع ينتظر حملة الأقلام الصادقين الذين يدافعون عن حوزته ويردون الشبهات عنه فإن أسلات الأقلام أقوى من أسنة الأسل ، فقفوا حداً مانعاً دون تسرب السموم إلى عقول مجتمعكم ... وإن كان المجتمع يشكو من شيء فإنما يشكو من أولئك الذين يروجون للفساد والعقائد المزيفة ... لتفتك في عقول شبابنا وتشوش عليهم عقيدتهم ، والمجتمع يئن تحت وطأة تلك الفئة يصرخ مستغيثاً ولامن منقذ ..


 إنه ينتظر كل واحد منكم يامعاشر الشباب ليكون حاملاً لراية الحق والإيمان ...
 فالجد الجد والنشاط النشاط وليس هناك سلاح أقوى من القلم وليس هناك أداة للدفاع أقوى من أداة العلم فأين الذين ينيرون للمجتمع ظلمته ...


 أين الذين يدافعون بقوة إيمانهم عن دينهم ؟؟!!
 هو أنتم طلاب العلم ...
 بادروا يامعاشر الشباب ولاتتوانوا
 أسأل الله لكم التوفيق والسداد

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين