في نهاية كل عام .. إلى الأمام

المحاور:

- في نهاية كل عام هجري أو ميلادي يقف العقلاء مواقف محاسبة لأنفسهم، فضلاً عن محاسبتهم اليومية لهذه الأنفس .. يسألونها عن إحسانها وهل كان لله تعالى .. وعن إساءتها وما كان دافعها وكيفية البراءة منها. 

- ‏ بينما يقف الغافلون في الملاهي والنوادي يعبثون حتى الصباح .. وكأنهم يكافئون أنفسهم على غزوات غزوها أو بطولات قاموا بها .. وحتى لو كانوا أبطالا فإن معصية الله لا يمكن أن تكون وسيلة أو باباً من أبواب شكره على نعمته. 

- ‏ يكثر الجدل في مسألة جواز الاحتفال بيوم الميلاد .. ويجمع الطيبون على عدم جواز التشبه بالمشركين أو إقرارهم على باطلهم أو مشاركتهم طقوسهم .. وإن اختلفوا في تهنئتهم؛ وهل هي داخلة ضمنا في الممنوعات سالفة الذكر أم أنها مشمولة بواجب البر والإحسان الذي أوصى به القرآن؟ .. وإن كنت أميل إلى رأي المانعين. 

- ‏ نستحضر مَن كان معنا من الأحباب في العام المنصرم ولم يأذن الله تعالى لهم أن يدخلوا العام الجديد .. فندعوا الله لهم بالرحمة والرضوان .. وأن يحفظنا بالإسلام في كل آن. 

- ‏نتدبر أحوال الأمة ونفكر في أسباب خلاصها ونحن نراها لا تزداد مع مضي الأيام والسنوات إلا وهناً على وهن .. وكأن سنواتها العجاف بدأت ولن تنتهي .. بل ستنتهي وتزول بعون الله .. ويأتي بعدها سنوات يغاث فيها الناس ويفرحون. 

- ‏ يذهب العام الماضي بآلامه وآماله .. بأفراحه وأتراحه .. بإنجازه وإخفاقه .. ونستقبل عاما جديدا .. نعلم أن الله تعالى قسم فيه الأرزاق والآجال .. فنستقبله بهذا السؤال:

كيف تجعل العام المقبل أفضل من العام الفائت:

هنالك العديد من الاستراتيجيات والأعمال التي يمكن عملها لجعل العام المقبل أفضل ومن ذلك:

- حدد وجدد نوايا عمل الخيرات كلها.

- ‏ احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز. 

- ‏ ادرس نقاط ضعفك وقوتك بعناية.

- ‏قيّم نشاطك في العام الماضي وحدد ما كان فيه من إيجابيات وسلبيات.

- ‏ ابحث عن الفرص ولا تستسلم للتحديات.

- ‏ توقع الأسوأ واعمل لتنال الأفضل.

- ‏رتب أولويات بناء فكرك وروحك ومهاراتك وعلاقاتك. 

- ‏ احرص على التفوق وليس مجرد النجاح.

- ‏فكر في إطار أوسع من ذاتك وحاول إسعاد غيرك.

- ‏ توقع أن لا تعيش أكثر، فلربما تكون النهاية قريبة. 

- ‏كن شاكرا لله على النعم المعتادة والنعم المتجددة.

- ‏حيد خصومك ولا تنشغل بمعارك جانبية.

- ‏ لا تفصح عن كل نواياك الطيبة.

- ‏وسع دائرة علاقاتك الإيجابية الفاعلة.

- ‏ ركز في الهدف واحذر من شتات الفكر والروح.

- ‏كن تراكميا (متدرجا) تكامليا (شموليا) في البناء.

- ‏ لا تزاحم غيرك على المنابر والأعمال واملأ الفراغ.

- ‏ تفاءل وافرح وابتعد عن المثبطين.

- ‏ اقرأ واكتب وابحث وحاور وانقد واحذف وأضف.

- ‏خذ من كل بستان زهرة واعتن بنوع من الزهور.

- ‏ سافر وتحرك وارحل.

- ‏ لا تؤجل ولا تسوف ولا تؤخر.

- ‏نظف وعشّب وأزل ما يضر ولا ينفع، أو ما يزاحم النافع في حياتك.

- ‏فكر في أسباب تحصيل وتوفير واستثمار المزيد من المال الحلال.

- ‏ راجع بعض مواقفك وأفكارك وقراءاتك وعلاقاتك لتمكين المليح وتحييد القبيح.

- ‏ اتهم نفسك وأسألها عن اساءتها قبل سؤالها عن إساءة الناس لها.

- ‏ تواضع مع خلق الله، وساهم في نجدة وتطوير الضعفاء والمستضعفين.

- ‏وسع دائرة نظرك للمسألة الواحدة من زوايا عديدة.

- ‏ وثق علاقتك بشفيعك صلى الله عليه وسلم من خلال صلاتك عليه وتتبع سيرته وسنته.

- ‏ اسمع واقرأ وافهم واحفظ وطبق وبلغ ما تستطيع من كتاب ربك.

- ‏خذ بأيدي الطيبين وكن حذرا من الحاقدين الحاسدين.

- ‏ كن شريكا في إصلاح وطنك وإسعاد أمتك بما تراه من المواقف والأعمال.

- ‏كن فاعلاً في مراغمة أنوف الفاسدين والمستبدين والمحتلين.

- ‏ أعرض شيئا من علمك وعملك وصحتك على متخصص أو ناصح قد يفيدك في العلاج أو التطوير.

- ‏قارن نفسك مع نفسك؛ كيف كنت وكيف أصبحت وكيف ينبغي أن تصير؟ 

- ‏فكر بعمق كيف تشكل نقطة قوة وعامل ضغط إيجابي حقيقي يحترمك على ضوئه الآخرون.

- ‏كن جابراً لا كاسراً لخواطر من يحبوك، وفاجئهم دائماً بما تسعدهم فيه ويسعدوك.

- ‏ تذكر أنك قد تموت قبل إتمام هذا الخير .. وعندها يكفيك شرف النية.

وختاماً: القائمة تطول .. قائمة النوايا والأعمال الكريمة .. وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: (الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ) رواه أحمد وغيره.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين