كيف تحول الأحلام إلى أهداف

م. عزام حدبا


1-    تقسيم الطموح الى اهداف مرحلية:
فإذا كان حلمنا ان نقيم مجتمعا اسلاميا، علينا تقسيم هذا الحلم الى اهداف مرحلية: اولا اصلاح نفسي، ثانيا اصلاح اسرتي، ثالثا اصلاح المحيط الذي انتمي اليه. وكلما انجزت تقدما في هدف ما انتقلت الى الهدف الثاني وهكذا.


2-    ان يكون الهدف المرحلي قابلا للقياس
ماذا يعني النجاح في اصلاح النفس؟ اذا لم تحدد هدفا ملموسا في بالك فلن تستطيع ابدا ان تصل الى معرفة ان كنت قد نجحت. فلأحدد مثلا ان انتقالي الى مرحلة اصلاح المجتمع لن يكون الا بعد ان اتوقف نهائيا عن الكبائر او اصلي الصلوات في اوقاتها... او أي هدف ملموس آخر.


3-    ان يكون محددا بوقت.
كثير من الفتيات تقول اريد ان اتحجب ولكنها لا تأخذ هذا القرار ابدا، ذلك انها لم تحدد مهلة، لم تحدد حدا اقصى، لم تحدد تدرجا معينا في طريقة اللباس. لذا علنا ان نتعلم ان نحدد لاهدافنا مدة معينة: اريد ان انجز كتابا في سنة، احفظ القرآن في خمس سنين وهكذا.


4-    ان يكون تحقيقه معتمدا عليك.
طموح كبير مثل اصلاح المجتمع ليس هدفا لأنه معتمد على قدرتك على التأثير في الناس، معتمد على ردة فعل الناس وعلى تجاوبهم معك ومعتمد قبل كل شيء على اعمالهم هم. الا لو كنت في مركز القرار فمن الممكن اعتباره هدفا لأنك تستطيع ان تسن القوانين وتسهر على تطبيقها. لذا ان كنت تريد ان تصلح المجتمع فالافضل ان تقسم هدفك الى مرحلتين: هدف الوصول الى موضع المسؤولية ومن ثم هدف الاصلاح.


اما ان كان هدف الوصول الى المسؤولية صعبا واقرب الى الخيال منه الى التطبيق، فلماذا لا تكتفي بهدف اكثر تواضعا مثل كتابة رؤية لطريقة اصلاح المجتمع. فجميع الحركات التي غيرت التاريخ مثل الثورة الفرنسية، الصهيونية، والبلشفية كانت افكارا في خيالات اشخاص كتبوا عنها وصاغوا نظرياتها وقيمها.


5- الا نمزج بين الاهداف والوسائل.
كنت في احد الاجتماعات لانشاء جمعية للمعلوماتيين حيث شملت المسودة بنود اهداف الجمعية : تطوير العمل المعلوماتي، اقامة معارض وندوات... فاعترض احد الحضور بأن اقامة المعارض هي وسائل لتطوير العمل المعلوماتي وليست اهدافا للجمعية. واقررنا ملاحظة الاخ. مثال آخر، وضعت فكرة مكة كولا كوسيلة للمقاطعة عبر ايجاد البديل ولكنها تحولت بنظري الى هدف في نظر منتجيها، تحولت لهدف تقدم حتى على الهدف الاساسي من هذه الفكرة الا وهي دعم القضية الفلسطينية وقد تجلى هذا حينما بدأ تسويق هذا المنتج في اسرائيل نفسها. فكيف نقاطع اميركا و نسوق في اسرائيل؟


6- الا نغرق في التفاصيل الثانوية قبل الاتفاق على المبادىء الاساسية
قبل الاسهاب في الحديث  عن تقنيات أي مشروع، يجب ان نعرف ابعاده ومراميه وندرس دراسة استراتيجية كل السيناريوهات المحتملة و العوارض الجانبية والانحرافات الناجمة عن سوء فهم او سوء تطبيق المشروع.


7- تقديم دراسة علمية احصائية للموضوع
 عندما يتقدم اليك أي شخص بفكرة تجارية فإنك تسارع في العادة بأن تطلب منه دراسة جدوى عن المشروع ولا تقبل بها مهما اعطاك تصورات وردية. فإذا قال لك بأن هذا المنتج جميل ورائع وسيتهافت عليه الناس، قلت له اعطني الدراسة التي تبين هذا الامر.


8- دراسة انطباق الفكرة على الواقع
قد تكون الدراسة ناجحة في زمن معين او بلد معين دون ان يعني هذا بالضرورة امكانية تطبيقها في بلد آخر دون معرفة ظروف النجاح. فنجاح فكرة تسويق المثلجات في الغابون لا يعني بالضرورة نجاحها في الاسكا.

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين