بين المنبر والمحراب

الكثير من الدعاة يحصر مهمته بين المنبر والمحراب

فلا يعرف من مهامه كداعية سوى المنبر في يوم الجمعة ولعشر دقائق يذكّر الناس بعقاب الله و بعذابه الشديد

ويصلي بهم إماماً منتصباً في محرابه

لخمس دقائق 

ثم يكون أول الخارجين من المسجد لا يسأل عن شيء سوى راتبه في آخر الشهر

فيا أخي الداعية 

ماهكذا تورد الإبل

يجب عليك أن تكون

داعية بحقّ لا موظفاً

تنتظر راتبك في آخر الشهر 

يجب عليك أن تسعى في إصلاح ذات البين 

وأن تزور المريض

وأن تسعى في حاجة الفقير 

وأن تكون أباً لليتيم 

وأخاً للمسكين

وأن تشارك أفراد المجتمع أفراحهم وأتراحهم

وأن تكون رجل الساحة

لا أن تنطوي على نفسك ولا ترى إلا في مسجدك في أوقات الصلوات المفروضة

فأنت مسؤول أمام الله تعالى أكثر من الجميع

وكلمتك مؤثرة في الناس أكثر من الآباء مع أولادهم

 

فاخرج من صومعتك

فالجلوس في الصومعة انتهى زمانه

تعال معي لنصلح بين زوجين ونزور مريضاً

ونجلس في خيمة اليتامى نتفقّد أحوالهم

ونسعى في قضاء حاجة الفقير

فهذا هو ديننا الحنيف وهذه هي الأعمال الصالحة التي تقربنا من الله زلفة.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين