الرأي العام في القرآن الكريم ... قوة لم يفطن لها المسلمون

الشيخ أحمد معاذ الخطيب


      يعتبر الرأي العام من الوسائل الخطيرة في تغيير الأطر المرجعية للمجتمعات والأفراد ،  ولايزال الرأي العام الإسلامي على صعيد محلي أو عالمي في غاية الضعف ومصاباً بانكسارات عديدة ، والتعويض عنها لاينبغي أن يكون بالقفز فوق السنن الربانية بل بالتضلع في فهمها ، و ذكر العلامة أبو الحسن الندوي أنه (قد ظهر أن أمة أو جماعة ليس فيها روح الدعوة والتقدم والهجوم ، لاتحافظ على وجودها ، وعلى مبدئها وعقيدتها ، وإن موقف المدافع موقف الضعيف المعرض للخطر ، وكل من لايكون داعياً يكون هدفاً لدعوة أخرى ، وقد ثبت بالتجربة أن خير وسيلة للإيمان بالمبدأ والثبات عليه ، ومتانة العقيدة والاستماتة في سبيلها هي الدعوة إليها)[1]، وهذا الأمر يتطلب آليات قوية ومتجددة ومبتكرة ، وقد جمد الكثير من المصلحين على أساليب محددة وضيقة وأحياناً مؤذية ؛ مما دعا الشاعر أكبر الإله آبادي للقول: (إن أهل الشرق يقضون على العدو بشدخ رأسه ، ولكن الغربي يغير طبيعته وقلبه) [2]؛ أما محمد إقبال فتهكم ممن لايدرك أسباب التغيير الفعال فقال: (يالبلادة فرعون الذي لم يصل تفكيره إلى تأسيس الكليات ، وقد كان ذلك أسهل طريق لقتل الأولاد ، ولوفعل ذلك لم يلحقه العار وسوء الأحدوثة في التاريخ)[3]، ويمكن اعتبار الفرعون الأكبر في هذا الزمان هو النظام العالمي الجديد وملحقاته والذي يقسر شعوب الأرض كلها على منظوماته، ويسخر وسائل الإعلام العالمية الجبارة لاجتياح شعوب الأرض، مجدداً سيرة فرعون، فيصادر عملياً (باجتياحه الإعلامي والثقافي والاجتماعي، وهيمنته السياسية والاقتصادية، وقدراته الهائلة في الابتلاع أو التحطيم) حريات الناس حتى في تربية أولادهم، ويفرض على الأمة مناهج تخريبية لم يكن من وراءها إلا الفساد على كل صعيد مع النجاة من اللوم، لأن الجماهير التي أطبق عليها الجهل فلم تعرف حقوقها، ظنت أن تلك الوسائل الإعلامية والوسائل الترفيهية والسموم الاقتصادية والكليات التي تغسل العقول، كلها نِعمٌ من الفرعون العالمي فأزجت له الشكر العظيم، وتاقت لها قلوب أبناء العالم المستضعف، دون أن تفطن إلى أن تلك النعم والوسائل قد بنيت بأموال شعوب الأرض المذبوحة، وشمخت بسواعدها ودمعها ودمها، وفوق كل ذلك هي حق من حقوقها، والأدهى أنها لم تفطن إلى سم فرعون الذي دخل قلب كل ابن من أبنائها، فخرج كافراً بأمته، متمرداً على دينه ومحتقراً لأمه وأبيه.
        من هنا كان من الضروري بيان أحد أهم الطرق في تماسك المجتمعات وإقامة الحق ودرء الأذى مع أقل الخسائر، وهو ما يدعى اليوم بالرأي العام، والذي إن بقي قوياً ومتماسكاً فلن تستطيع قوة طاغية أن تطحن هذه الأمة، ومن العجيب أن الرأي العام قد خبا بحيث أنه لا يتحرك بقوة لمحاولات ابتلاع البلاد الإسلامية أو الهيمنة عليها، بل إن الرأي العام المضاد قد كسب جولة في منع بناء المآذن في سويسرا (والتي ليس فيها إلا أربع مآذن فقط!!) ومنع النقاب في بلجيكا (فيها حوالي مائة وخمسون منقبة فقط!!)، وأقام الإعلام الموجه، مستغلاً الرأي العام مندبة عظيمة (إن صحت الرواية) لباكستاني اتهم بحيازة مواد أصلها سماد كيميائي في سيارته! واتهم باستخدام أسلحة دمار شامل! بينما بلاده تُحرث كل يوم بقاذفات القنابل الأميركية المرعبة، فتقتل وتدمر من تشاء بلا حسيب، وآثار الأسلحة المخصبة باليورانيوم ما تزال حتى اليوم تفتك بشعب العراق.
     إن استخدام السلاح من كافة الأطراف لهو لعنة ماحقة للبشرية، والتصعيد العسكري هو عمل لا أخلاقي ومرفوض، ويعني هذا أن هناك أدوات أخرى يمكن تفعيلها، ومن أهمها الأمر الذي أهمله المسلمون طويلاً أفراداً وجماعات وحكومات وهو الرأي العام، ويهدف البحث إلى بيان أن هذا الطريق أمر قد تقدم به القرآن الكريم وبث معالمه في عشرات الآيات ، وهو ليس شيئاً نقفز فوقه فهو واقع حولنا ، وليس شيئاً نغفل عنه لأنه قوة هائلة إذا أحسن القائمون على الحق تفعيلها.
ماهية الرأي العام:  يُفهم من التقرير النهائي للجنة الدولية لدراسة مشكلات الاتصال أن الرأي العام هو (رأي الذين لا يشاركون في عملية اتخاذ القرارات ويوجدون خارج مراكز السلطة)[4]؛  (فالرأي العام من الصعب وصفه ومن غير الميسور قياسه ومن المستحيل رؤيته ورغم كل هذه الصعوبات فإن قوة الرأي العام لا يمكن تجاهلها قي أي مجتمع)[5].
(أما في المجتمعات ذات النظم التسلطية فيخبو صوت الرأي العام [يسيطر النظام العالمي على مفاتيح الإعلام الأساسية] ويكاد يتلاشى تأثيره على العمل السياسي [بل الثقافي والاجتماعي أيضاً] نتيجة القهر والكبت وحجب الحريات عن الجماهير وبالتالي يتحول الرأي العام من رأي عام ظاهر إلى رأي عام كامن يتصف بالسلبية والخضوع وعدم القدرة على التعبير عن وجهات نظره تجاه مصالحه الأساسية)[6].
ولكن مهما قُمع الرأي العام فإن وسائل الاتصال المعاصرة [وبغض النظر عن القوى المتحكمة بها] قد تكفلت بإظهاره مهما كان ضئيلاً، (وأصبح الرأي العام يقف خلف كافة القرارات المصيرية التي يتخذها القادة والحكومات وبذلك أصبح الرأي العام يشكل قوة ضغط حقيقية في النظم السياسية المعاصرة)[7]، بل لم يعد هناك مجال لطمسه ولو طُمس، (وأصبح الرأي العام يلعب دورا أساسيا في تحديد طبيعة النظام وفي تشكيل الأفكار السياسية)[8] ، كما أن انفتاح العالم الإعلامي والثقافي جعل من المستحيل تجاوزه ، (وبذلك أصبح الرأي العام في العصر الحديث من أهم القوى -غير الرسمية- التي تهيمن على مجريات الأمور في المجتمع)[9].
آلية تشكل الرأي العام :
       ليس تحديد آلية تشكل الرأي العام سهلة ، بل تتداخل فيها عوامل شديدة التعقيد ، و(إن الانقلابات الكبرى التي تسبق عادة تبديل الحضارات تبدو للوهلة الأولى وكأنها محسومة من قبل تحولات سياسية ضخمة ..... ولكن الدراسة المتفحصة عن كثب لهذه الأحداث تكشف لنا غالباً أن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء هذه الأسباب الظاهرية هو التغير العميق الذي يصيب أفكار الشعوب ، والانقلابات التاريخية الحقيقية ليست هي تلك التي تدهشنا بضخامتها وعنفها ، ذلك أن المتغيرات الوحيدة المهمة -أي تلك التي ينتج عنها تجدد الحضارات- هي تلك التي تصيب الآراء العامة والتصورات والعقائد ، وأما الأحداث الضخمة المأثورة التي تتناقلها كتب التاريخ فهي ليست إلا الآثار المرئية للمتغيرات اللامرئية التي تصيب عواطف البشر ، وإذا كانت لاتظهر إلى السطح إلا نادراً ، فذلك لأن المخزون الوراثي لعواطف عرق بشري ماهو [ إلا ]عنصره الأكثر ثباتاً)[10]، وتأتي أهمية هذا الرأي العام في "أنه يضفي على القضية المعينة صفة الحكم ويترسب في النفوس إلى درجة يصعب معها عرض فكرة مخالفة)[11]. 
     هناك تجربة مميزة ذات نتائج كارثية على البشرية ، ولكنها تلقي ضوءاً كاشفاً على بعض الطرق لزج الشعوب في مآرب الحكام والقادة ؛ تلك التجربة هي الحكم النازي الذي أسسه هتلر وسحر به قلوب الألمان قبل أن يقودهم إلى النهاية ، فـ (لقد كان يرغب دائما في التحدث إلى الكتل الجماهيرية الضخمة الهائلة بعد إعداد الأضواء بطريقة خاصة وبعد وضع اللافتات التي تحمل الشعارات وبعد الانتظار الطويل ؛ فعندئذ تكون الجماهير في حالة يمكن معها السيطرة عليها بسهولة ويجب أن تلاحظ أهمية –الانتظار- فالشعب خاصة يكون مجهدا مكدودا, وكما قال هتلر :يبدو أنه في الصباح وربما في خلال النهار تكون إرادة الناس قادرة على التمرد بأعلى قدر من القوة والنشاط ضد أية محاولة من شأنها طي هؤلاء الناس تحت لواء إرادة شخص آخر أو فكرة شخص آخر ومع ذلك ففي المساء فإن هؤلاء الناس يتهاوون بسهولة أمام إرادة أخرى أقوى تفرض عليهم)[12] ، أما التكرار وغسيل الأدمغة من أجل أن تنساق في غرائز القطيع فأمر استخدم ولا يزال بإفراط للتلاعب بالرأي العام ، ومما قاله هتلر: (عليك بترديد أي قصة مرات ومرات ذلك أن الجماهير لاتعلق بآذانها وذاكرتها إلا أكثر الأفكار بساطة تلك التي تتردد وتتكرر ألف مرة)[13]، ولكن مهما حاول البعض تسيير الرأي العام لصالحهم فإن نوازع الجمهور تبقى شيئاً لايمكن تجاهله ، و(إن معرفة نفسية الجماهير تشكل المصدر الأساسي لرجل الدولة الذي يريد ألا يُحكم كلياً من قبلها، ولا أقول يحكُمُها لأن ذلك قد أصبح اليوم صعباً جداً)[14].
      مقابل الرأي العام الذي قد يقاد بشكل سلبي ؛ هناك دائماً رأي عام إيجابي وصالح قد يبقى كامناً ، وقد يتحرك عندما تأتيه ظروف مناسبة ، (وقد وجد الكثيرون من أهل هذه الأرض سبيلاً إلى إحياء بعض موات إنسانيتهم في الاحتجاجات الجماعية التي تمتلئ بها عواصم الأرض ، ومنظمات حقوق الإنسان والحيوان ، ورعاية البيئة والمسنين والأطفال والمعوقين)[15] ، ولايخفى ماقامت به المنظمات الإنسانية من حشود كبيرة في كل عواصم العالم للاحتجاج على الغزو الهمجي المرعب لأفغانستان ثم العراق، ورغم الالتفاف على الرأي العام الإنساني وعدم الاكتراث به من قبل الحكومات إلا أنه قد زاد من الوعي العالمي بخطورة هيمنة الدول الكبرى ، وهذه إحدى إيجابيات حركة الرأي العام ومهما تأخرت النتيجة فإن الآثار المستقبلية قادمة.
أين هم المسلمون :  يعاني المسلمون (أفراداً وحكومات) بشكل واضح من نقص قدراتهم الإعلامية ، وليس سبب ذلك  تفوق الخصم بمقدار ماهو عدم إدراك لدور الإعلام والبعد عن السعي لامتلاك ناصيته ، وعدم الاستثمار للرأي العام ، بل إن بعض المسلمين يوجدون رأياً عاماً مضاداً لكل توجه إسلامي من خلال رؤية في غاية الضيق ؛ ليست تقوم باجتزاء الإسلام فحسب بل تشوهه وتعطي عنه انطباعاً ماحقاً ليس له أي وجه شرعي بحال، وأحياناً يُصَوَّرُ الإسلام وكأنه جاء ليفني الشعوب ويجتث الحياة من أصولها ، كما أن هناك متحدثين باسم الإسلام  يدمرون في لحظات مايبنيه العقلاء في سنوات، ومثال ذلك متحدث يقيم في دولة غربية قال على الملأ في الإذاعة لما سألوه: (إذا كانت هذه البلاد كافرة فلماذا تقيم فيها! فقال بكل ثقة وبالحرف : إن هذه البلاد مثل دور الخلاء!! نقضي بها حاجتنا ثم نمضي! وحاشا لهذا المنطق اللامتناهي في الهبوط أن يقارن مع ماعلمه النبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم  لأصحابه: ((اذهبوا إلى الحبشة فإن عندهم ملكاً لا يُظلم عنده أحد))[16]...)[17].  
      يمكن لجهات غير إسلامية أن تدس الكثير حول الإسلام وتشوه صورته و(يمكن للصور النمطية المزيفة أن تخفي الحقيقة عن الناس ، مهما تكن أعمارهم .... كانت بداية تعرفي على الإسلام بداية سيئة ، ذلك بأنني ضُلِّلتُ بشأن المسلمين والدين الإسلامي عندما كنت أداوم في مدرسة الأحد ... واستقر هذا التضليل في ذهني حتى بلغت خريف العمر)[18].
       ينبغي أن ننتبه على سبيل المثال إلى أن مايطرحه المسلمون حول الإسلام قد يكون مضللاً  أيضاً عن حقيقته -ولوكانت النية الحسنة هي التي تقوده- ، وعلى سبيل المثال فـ (إن التفجيرات التي تقتل المدنيين في فرنسة وإسبانية وأميركة هي أعمال يستحيل أن يتم تخريجها تخريجاً فقهياً سليماً على قواعد الجهاد الإسلامي، والنفرة التي حصلت في قلوب البشر كلهم من هذه الأعمال العنيفة هي نتيجة كانت مقصودة عند من خطط لها من رجال المخابرات الأميركية والموساد الذين حرصوا على تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وكلفوا عملاء مسلمين ليستدرجوا شباباً مخلصين في قمة الإخلاص من أصحاب النوايا الجهادية الذين يعوزهم الوعي والتجريب والفقه، ووجدوا فيهم مادة خاماً يوجهونهم من وراء الستار وهم غافلون)[19].
      إن آليات التحرك مهمة إلى حد بالغ، كيلا يحصل التورط في أمور ظاهرها إيجابي وفي أعماقها الخطر الشديد، وفهم آليات الخصوم أكثر أهمية فهي اخطر بكثير، وعندها لن يُدهِش الإنسان علمُه أن السياسة الفرنسية وقبل احتلال سورية بعدة سنوات، ولإيجاد مبرر للهجوم  قد "طرحت فكرة اغتيال أحد عملاء الفرنسيين  في سورية! لإجبار فرنسة على التدخل"[20].
 
كتبه أحمد معاذ الخطيب الحسني
جمادى الأولى 1431هـ/ آيار 2010م
وللبحث بقية ....
 
 

--------------------------------------------------------------------------------
 
[1] - الندوي، أبو الحسن، التربية الإسلامية الحرة ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، ط2 ، 1397هـ/1977م ، ص17.
[2] - المرجع نفسه ، ص30.
[3] - المرجع نفسه ، ص30.
[4] - سمير محمد حسين ، الإعلام والاتصال بالجماهير والرأي العام ، كلية الإعلام- جامعة القاهرة ، دم ، عالم الكتب، ط2 ، 1993، ص330.
[5] - المرجع نفسه ، ص 327.
[6] - سعيد سراج ، الرأي العام مقوماته وأثره في النظم السياسية المعاصرة ، القاهرة ، الهيئة المصرية للكتاب ، ط2، 1986، ص16.
[7] - المرجع نفسه ، ص22.
[8] - المرجع نفسه ، ص22.
[9]- سمير محمد حسين ، الإعلام والاتصال بالجماهير والرأي العام ، ص23.
[10] - غوستاف لوبون ، سيكولوجية الجماهير ، ترجمة : هاشم صالح ، لندن ، دار الساقي ، 1991م ، ص43.
[11] - رؤوف شلبي ، سيكولوجية الرأي والدعوة ، الكويت ، دار القلم ، ط2 ، 1402هـ/1982م ، ص49.
[12] -  محمد عبد القادر حاتم ، الرأي العام كيف يقاس وكيف يساس ، القاهرة ، المكتبة الأنجلومصرية ، 1972، ص40.
[13] - المرجع نفسه ، ص39.
[14] -  غوستاف لوبون ، سيكولوجية الجماهير ، ص48.
[15] - أحمد معاذ الخطيب الحسني بالاشتراك مع مؤلفين آخرين ، شخصيات وأفكار  ، جدة ، مركز الراية للتنمية الفكرية ، 1425هـ/2004م ، ص 398.
[16] -  أكرم ضياء العمري ، السيرة النبوية الصحيحة ، المدينة المنورة ، مكتبة العلوم والحكم ، ط6، 1415هـ/1994م ، 1، ص170.
[17] - أحمد معاذ الخطيب، شخصيات وأفكار، مرجع سابق، ص400.
[18] - بول فندلي ، لاسكوت بعد اليوم ، (مواجهة الصور المزيفة عن الإسلام في أميركا) ، بيروت ، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ، 2001م ، ص 35.
[19] - محمد أحمد الراشد ، عودة الفجر (إحياء فقه الدعوة) ، فان كوفر-كندا ، دار المحراب ، طبعة بغداد ، 1425هـ/ 2004م ، ص 42.
[20] - من تقرير وزير فرنسة في القاهرة بتاريخ 16 تشرين الثاني 1912. وانظر :
- وجيه الكوثراني، بلاد الشام في مطلع القرن العشرين (قراءة في الوثائق)، معهد الإنماء العربي، طرابلس الغرب، 1980، 175
 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين