مشروع الخميني واختراق الهوية السورية

عناصر المادة

1- خطرٌ أكبر وإجرام أبشع 2- أذرعة الفساد 3- مجوسيةٌ تتلبّسُ بالإسلام! 4- إجرامٌ متكررٌ في هذا العصر 5- اختراقُ هويةٍ وتشويهُ حضارةٍ 6- الواجبُ تجاهَ هذا المشروع

1- خطرٌ أكبر وإجرام أبشع

في الوقت الذي يواجه فيه السوريون إجرامَ النظامِ الأبشعَ عبر التاريخ، وعصاباتِهِ المرتزقَةَ وقوى الشرِّ العالمية أجمع، إذْ تتنافسُ أرضَهُ وتتقاسَمُ خيراتِهِ، وتجعلُ دماءَ الأطفالِ والنساءِ جسراً لمطامعها، في ذلك الحين يتسلّلُ خطرٌ أكبرُ وإجرامٌ أبشعُ، لا يَسرِقُ أرضَهُ فحسب، بل يَسرِقُ تاريخَهُ وثقافَتَهُ ودينَهُ، يسلِبُهُ شخصيتَهُ وهويتَهُ، إنه الإجرامُ الأبشعُ والأنكى، إنه يذكّرنا بالاستعمار الفرنسي للجزائر الذي فَرْنَسَ البلدَ فمحى هويته ولغته ودينه وسَلَخَهُ من تاريخه وثقافته، لولا جهادُ المخلصين لأمتهم ووطنهم.

إنه مشروع الخميني، مشروع الملالي والعسكر، مشروع ملالي طهران، هذا المشروع الذي جرّ الدمارَ للمنطقة العربية، محاولاً إفسادَ نسيجِها الاجتماعيِّ، وتخريبَ هويتِها الثقافيةِ، ورَكِبَ الدينَ وجعله مطيةً له، حتى يروج مشروعه باسم آل البيت، فجنّدهم لمشروعه الخبيث، فنَشَرَ الفتنَ والقلاقلَ، ودعَمَ الميليشياتِ المسلحةَ التي تُصوِّبُ سلاحَها ضدَّ أهلِها، بدءاً من الخليج إلى اليمن إلى لبنان إلى العراق إلى سوريا.. بل امتدَّتْ أذرعةُ هذا المشروعِ الخبيثِ حتى وصل أفريقيا...!

2- أذرعة الفساد

ومنذ تأسس هذا المشروعُ فقد قام على مبدأ وأساس واضح، وهو: تصدير الثورة، وما أدراكم ما تصدير الثورة!؟

لقد اتخذ هذا المشروع عدة وسائل، وهي:

أولاً: التواصل مع الشيعة في العالم وتجنيدهم ضمن مشروعه السياسي.

ثانياً: الدعوة لمشروع الخميني عبر التشييع المسيّس.

ثالثاً: تشكيلُ ميليشياتٍ مسلحةٍ خارجَ إيران.

رابعاً: اغتيالاتٌ منظمةٌ لمعارضي المشروع، سواء كانوا عرباً أو إيرانيين!

3- مجوسيةٌ تتلبّسُ بالإسلام!

لم يعرفْ تاريخُ الإسلامِ مكراً مثلَ مكرِ هذه الطائفة التي تتخِذُ لعنَ أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولعْنَ الصديقِ أبي بكرٍ، ولعْنَ الفاروق عمر وِرداً لهم يردّدونه صباحَ مساءَ، بل ويُربّون أولادهم عليه منذ الصغر.

هذه الشرذمةُ هي في الحقيقة بقيةُ نفوذِ كسرى فارس، وبقيةُ آثارِ مجوسِ فارسٍ، حيث دمّرَ الإسلامُ مملكتهم ومزّقها بعد أن كانت من أعظم الممالك والإمبراطوريات، ودخلها المسلمون فاتحين لها، حيث كان أهلُها أمةً تعبُدُ النارَ، وتنغمسُ في إباحيةٍ مطلقةٍ، فكسَرَ الإسلامُ شوكتَهم؛ فهم منذ ذلك الحين ينهتزون الفرصَ لإعادة ملكهم الغابر، فبدأوا بالمكائد للإسلام لضربه من داخله، فتظاهروا بالإسلام لتبدأ محاولاتهُم في الانتقام من المسلمين، وكما قال سبحانه: {يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم} [التوبة:8].

وكانت أولى جرائمهم اغتيالَ الفاروقِ عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه، فتسلّلَ أبو لؤلؤة المجوسيُّ إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا حانت فرصةٌ قام أبو لؤلؤة المجوسيُّ فطَعَنَ عمرَ بنَ الخطاب بخنجرٍ مسمومٍ صَنَعَهُ لهذ الغرض؛ واليومَ يوجد في إيران مزارٌ ومقامٌ لأبي لؤلؤة المجوسي -لعنه الله- إذْ يعتبرونه بطلاً لهم! بل ويحتفلون حتى اليوم باليوم الذي قُتِل فيه عمر رضي الله عنه، ويعتبرونه عيداً، فإن دلَّ هذا إنما يدل على مجوسيتهم التي يخفونها باسم حب آل البيت.

وعمر رضي الله عنه هو المبشَّرُ بالجنة، يبهتونه، ويغتابونه، ويسبُّونه، ويلعنونه، وفيه يقول صلى الله عليه وسلم: (دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فإِذَا أَنَا بِقَصْرٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ لِمَنْ هَذَا القَصْرُ؟، قالُوا: لِشَابٍّ مِنْ قرَيْشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، فَقُلْتُ: وَمَنْ هُوَ؟ فقالُوا عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ). [ 1 ]

ومن مكائدهم لإفساد الدين ادعاؤهم أنّ أبا بكر وعمر رضي الله عنهما غصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه، ثم ادعوا أنّ علياً معصومٌ، بل ادعى قسمٌ منهم أنه إلهٌ -والعياذ بالله- ثم طعنوا في جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتخذوا لعنهم دينا.

ولم تَزَلْ مؤامراتهم على الإسلام حتى تعاونوا مع المغول والتتار لضرب الخلافة العباسية، ولما سنحت الفرصة لهم عن طريق فرقهم الباطنية كالقرامطة والعبيدية ارتكبوا المجازر في حق المسلمين، بل في موسم الحج في يوم التروية قتلوا الحُجاج وسرقوا الحجر الأسود، ولا زالوا يكيدون للإسلام والمسلمين كلما سنحت لهم الفرصة، يلبّسون على الناس ويخدعونهم باسم حب آل البيت، وباسم التشيع، وهو في الحقيقة حقدٌ دفينٌ على الإسلام وأهله.

اتخذوا الطعنَ في الصحابة سبيلاً إلى هدم الدين، لأنهم هم حملةُ هذا الدين عن النبي صلى الله عليه وسلم، والطعنُ فيهم طعنٌ في الدين، وكأنهم لم يقرؤوا قول الله في أولئك الصحابة الذين اتهموهم بالغدر وخيانة الأمانة حيث قال الله فيهم: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].

ويقول رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحِدٍ ذَهَباً مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلاَ نَصِيفَهُ). [ 2 ]

وقال أيضاً: (لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، لَعَنَ الله مَنْ سَبَّ أَصْحَابِي). [ 3 ]

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "واعلم أن الصحابة رضي الله عنهم، كانوا أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأن أصل كل فتنة وبلية هم الشيعة ومن انضوى إليهم، وكثير من السيوف التي سلت في الإسلام إنما كانت من جهتهم، واعلم أن أصلهم ومادتهم منافقون، اختلقوا الأكاذيب، وابتدعوا آراء فاسدة، ليفسدوا بها دين الإسلام، ويستزلوا بها من ليس من أولي الأحلام".

4- إجرامٌ متكررٌ في هذا العصر

وجرائمُهم في هذا العصر ليست جديدةً، بل هي استكمالٌ لجرائمهم عبرَ التاريخ، ولو نظرنا اليومَ لرأينا أنّ الأمةَ ابتُليت بهم أكثرَ مما ابتُليت بأعدائها من اليهود والنصارى. 

وانظروا إلى اليمن كيف ضربوا أهلَهُ بعضَهم ببعض، وانظروا إلى الخليج كيف فعلوا في البحرين، ولا ننسى قبل ذلك محاولاتِهم الإجراميةَ بالمسلمين في مواسم الحج ليعيثوا فيها الفساد والرعب، وانظروا إلى مشروعهم في لبنان، كيف أسسوا ميليشياتِ حزبِ الشيطان، فعطّلَ البلدَ وورّطَهُ في حروبٍ وجلَبَ له الدمارَ والخرابَ..

ولقد كان أركانُ نظامِ الملالي في غاية الوقاحة في تصريحاتهم التي لم تُخْفِ حقيقةَ مشروعهم العدوانيِّ والتوسعيِّ، فهذا مستشارُ الرئيسِ الإيرانيِّ يعلن بكلِّ صراحةٍ ووقاحةٍ أنّ: "إيران أصبحت إمبراطوريةً كما كانت عبرَ التاريخِ، وعاصمتُها بغداد حالياً، وهي مركزُ حضارتِنا وثقافتِنا وهويتِنا اليومَ كما في الماضي"!

وصرح وزيرُ الاستخبارات الإيراني السابق بأن: "إيران تسيطرُ فعلاً على أربعِ عواصمَ عربيةٍ". 

كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي: "الثورة الإيرانية لا تعرف الحدود وهي لكل الشيعة".

فهم في أي منطقة يكونون فيها ينتشِرُ الرعبُ والدمارُ والخرابُ... إنه مشروعٌ فاشيٌّ إجراميٌّ، فاقَ الصهاينةَ في الغدر والخداع والإجرام.

ولذلك ظهر في العراق وحده ما يزيد عن 50 مليشيا شيعيةً طائفيةً مدعومةً من إيران والحرس الثوري، وشَكَّلَتْ لاحقا ما عُرف بالحشد الشعبي، وقد ارتَكَبَتْ أبشعَ المجازرِ الطائفيةِ بحقِّ أهل السنة في العراق.

أما في سوريا فقد استجلَبَ الحرسُ الثوريُّ مليشياتٍ شيعيةٍ طائفيةٍ إرهابيةٍ من دولٍ متعددةٍ كأفغانستان وباكستان واليمن والكويت والسعودية والبحرين ولبنان والخليج والعراق وأفريقيا وأذربيجان ومن دول شرق آسيا.

كما أنّ إيران قطَعَتْ شوطا كبيراً في تكوين مليشياتٍ شيعيةٍ ضخمةٍ في باكستان (الزينبيون)، وفي أفغانستان (الفاطميون)، وقد تمَّ تجنيدُ أعدادٍ كبيرةٍ من هؤلاء المرتزقة ليقاتلوا ضد الثورة السورية بجانب قوات بشار الأسد.

إنّ التشيعَ اليومَ لم يَعُد انحرافاً في العقيدة فحسب، بل هو اليوم مشروعٌ سياسيٌّ تدميريٌّ إجراميٌّ، هو مشروعٌ أخطر من المشروع الصهيوني اليوم على أمتنا، لقد تعاونَتْ دولُ الإجرامِ العالميةُ لغرسه في منطقتنا، فهو خنجرٌ مغروزٌ في صدر هذه الأمة، انظروا إن شئتم آثار الدمار التي تركها هذا المشروع في بلادنا في سوريا، وانظروا من حولنا إلى: العراق، كيف دمروه وقطعوا أوصاله، ووقفوا عثرةً كبيرةً تجاه أيِّ جهدٍ يهدفُ إلى النهضة به واستثمارِ موارِدِهِ وخيراتِهِ.

5- اختراقُ هويةٍ وتشويهُ حضارةٍ

واليومَ بعد قيامِ ميليشياتِهِ بأبشعِ أعمالِ الإجرامِ في سوريا يبدأ مسلسلاً جديداً في تشويهِ ديننا وإعادةِ غسلِ أدمغةِ أطفالِنا، وتغييرِ قيمِنا وثقافتنا، ويتجلى هذا واضحاً في المناطق التي تحت سيطرة النظام، وبشكل واضح علني.

ويساندهم في هذا المشروع شخصياتٌ كثيرةٌ ممن تدّعي الوجاهةَ في المجتمع، ومنهم شخصياتٌ تنتسب إلى الدعوة ليزداد حجم التغرير بالناس! ولا غرابةَ في ذلك، فقد ساندوا إجرامَ النظامِ في قتل الشعب وسفك دماء الأطفال والنساء، وتهجيرِ المستضعفين وتشريدِهم من بيوتهم.

وقد اتخذوا في سبيل ذلك عدةَ طرقٍ ووسائل، منها: 

فتح الحسينيات: ثم يجعلونها مركزاً لترغيب الناس في المشروع باسم التشيع، ويرغّبونهم بالمال وشراء الذمم.

وعن طريق البعثات الدراسية للجامعات في إيران: حيث يوفّرون منحاً دراسية، يتكفلون بالطلاب، فيعودوا إلى البلد وقد غُسلتْ أدمغتُهم، وهذا الأسلوب استخدموه في عدةِ دولٍ لاختراقِ المجتمعات.

وكذلك عن طريق البحث عن قبور آل البيت: فيبنونَ عليها المزارات، ومن خلالها تبدأ أنشطةُ التبشيرِ بمشروعهم.

بل امتدت أذرعتُهم للتدخل بالمناهج الدراسية، ليُسمّموا عقولَ الطلابِ في المدراس والجامعات.

ولا ننسى كذلك طرقهم في تجنيد بعض المتمشيخين من أهل السنة والمثقفين ليخرجوا في الإعلام ويمهدوا لهذا المشروع باسم التعايش والانفتاح على الآخرين.

وتواطؤ النظام السوري في ذلك مع هذا المشروع من قبل الثورة، واليوم هو أشد، وذلك بتقديم دعمٍ وتسهيلاتٍ غيرِ محدودةٍ، فقد سمَحَ بدخول عشراتِ الألوفِ من الإيرانيين إلى سوريا بشكل دوري، بما يُقَدَّرُ بأكثرَ من مليونِ سائحٍ سنويٍّ، باسم السياحة الدينية، كذلك بالتغاضي عن الأنشطة الإيرانية بنشر التشيعِ في جميع المحافظات السورية، حيث تمَّ بناءُ الحوزات، وتمَّ ربطُها بمرجعياتٍ شيعيةٍ تزورُها بانتظامٍ لوضع الخطط لنشر التشيع، الذي تبين لاحقاً خلال هذه الثورة أنه كان إعداداً سياسياً بل وتجنيداً عسكرياً لمشروعهم ليضربوا بهم أبناء البلد.

وكذلك قام النظام السوري بتسهيل تحرُّكِهم للدعوة إلى التشيع ونشرِ كتبِهم، بل وارتقاءِ منابرِ المساجد أيضاً.

كما قاموا باختراق أوساط الشباب من خلال دعمِهم لمشاريع الزواج، وتوفيرِ فرصٍ للدراسة وغير ذلك، كلُّ ذلك مقابلَ التشيع.

وقاموا بتقديم الهدايا والعطايا لوجهاء العشائر، بل وقدّموا السيارات الفارهة ليشتروا ذممهم، كلُّ ذلك تحت مراقبة النظام وتسهيله.

كما قاموا بإقامة اتفاقاتِ تبادلٍ ثقافيٍّ وعلميٍّ بين الجامعات السورية والإيرانية، فغَزَوا بذلك أساتذةَ الجامعات والأوساطَ الطلابيةَ، بل استطاعوا إدخالَ اللغةِ الفارسيةِ في بعض الجامعات السورية.

ولقد أصبحتِ الدعوةُ اليومَ لهذا المشروع -مشروع ملالي إيران- جهاراً نهاراً، وصار كثيرٌ ممن يظنون أنفسَهم من الوجهاء والمثقفين يَخرجون على الإعلام يمدحون ويباركون ويطلبون إقامةَ الحسينيات في مدنهم، ويشجّعون التقارب مع نظام ملالي إيران.

وهذا مماشجّعهم على إقامة شعائرهم البدعيةِ والشركيةِ علناً، وهي أمورٌ دخيلةٌ لا يعرفها مجتمعنُا السوريُّ، من ذلك مظاهرُ اللطمِ في جامع بني أمية في دمشق، وكذلك في حلب؛ ومشاركةُ مرجعياتِهم في تقرير أمورِ الدعوة، والتدخلِ في المناهج الدينية، وفي إعلام وثقافة البلد، كلُّ ذلك مما يُؤْذِنُ بخطرٍ كبيرٍ على هذا الجيل، يُؤْذِنُ بتشويهٍ كبيرٍ لحاضر وتاريخِ وهويةِ وثقافةِ شعبِنا في سوريا. 

6- الواجبُ تجاهَ هذا المشروع

الواجبُ اليومَ على العلماء والدعاة والمثقفين أنْ يبينوا هذا الخطرَ، أن يحذّروا منه بكلِّ الوسائل الممكنة؛ وكلُّ واحدٍ يمكن أن يُسْهِمَ في فضحِ هذا المشروعِ، فيمكن أنْ نبيّنَ خطرَهُ على صفحاتنا الشخصيةِ في وسائل التواصل الاجتماعي، فيجب أنْ يعلَمُ أهلُنا، لا سيما مَن هم في مناطق سيطرة النظام، أنْ يعلموا خطرَ وأبعادَ هذا المشروع الخبيث.

أما العلماءُ والمثقفون فالواجبُ عليهم أكبرُ، يجب عليهم البيانُ بالكتابة والكلمة، وفي الإعلام؛ ويجب على المؤسسات والروابط كذلك أنْ تُصدِرَ البياناتِ في فضح هذا، وأنْ تضعَ الخططَ لهتك أستارِ هذا الإجرامِ المتجدِّدِ، وذلك قبل أنْ يستفحِلَ أكثرَ في جيلٍ من أبناء بلدنا، فيكونوا أعواناً لهذا المشروع الصفوي في استعادةِ أمجادِ المجوسِ وتخريبِ ديارنا وتشويه دينِنا.

والله سبحانه يقول: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} [آل عمران: 187].

ويقول أيضاً: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160].

1 - أخرجه الترمذي وقال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيحٌ

2 - أخرجه البخاري 3505ومسلم 4738

3 - رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين