حبيبة القلب .. نحن على العهد .!

حبيبتي ! شقيقة ذاتي ، ورفيقة طفولتي وحياتي .. ما رأيت إلاّ لمحةً من جمالك فبهرني حسنك ، وافتتنتُ بألحاظ طرفك ، وجمالك حركاتك وإشاراتك .. 

وعِشتُ على أهداب حُسنكِ شَبابي وكُهولتي وشَيخوختي .. أغترف من قلبك لقلبي ، ومن روحك لروحي ، ما يبهج حياتي ، ويجدّد شبابي ..

ومنحتني طرفاً مِن فضل إحسانك ، فغرقت في بحر لذّاته ليالي عمري وأيّامه ، لا ألتفت إلى غيرك ، ولا يملأ سواك قلبي وعقلي ، وسمعي وبصري ، مهما قيل عن ذلك الغير ، وافتتن الناس به .. 

وما صحوت إلاّ وأنا على شاطئ الرحيل عن الدنيا .. ولم أقض وطراً من لبانة حبّي لك ، وطموح آمالي .. ولم يبق لي إلاّ رجاء صحبتك في دار الخلود ، لأغرّد بك في جنباته : تسبيحاً للحقّ ، وتعظيماً وتكبيراً ، وتغريداً بكلامه العزيز وتمجيداً .. 

لا تلوموني أيّها الواقفون على كلماتي .. فقد سكرت بشرابها ، مذ نهلت من عذب رضابها .. ولو ذقتم ما ذقت لعذرتم من وقف حياته على التغنّي بجمالها ، وخدمة أعتابها 

عَرُوسَ اليوم والأمسِ * * * ونُورَ العَين والنفس 

حَياتُكِ تَملأُ الدنيا * * * أيا لُغَتي ! أيا أنسِي

جمالُكِ بَهجةٌ كبرى * * * تَفُوقُ نَضارةَ الشمس 

شَبابُكِ دائمٌ غَضٌّ * * * برَغم دسَائس الطمس 

برغم الهمز واللمز * * * وما في المَكر من دسّ 

وإفساد وتشويه * * * وما يخفيه من نكس 

وما يطويه من حقد * * * وما يبديه من بخس 

فمَهما عَقّ أبناءٌ * * * وكانوا مِنكِ في بُؤس 

فَذاكَ عُقُوق ذي جَهل * * * وجَهلُ الناس كم يُنسِي .!؟ 

وكم مَن عَقّ ثمّ وَفا * * * وَكفّرَ عَن جَفا الأمس 

ألا يكفيكِ مِن فضل * * * وعاء الحَقِّ ذي البأس 

فأنتِ اليومَ شَامخةٌ * * * وما أحنَيتِ مِن رأس 

وأنتِ حَبيبتي قَلبي * * * في بَوحي وفي هَمسِي

عَطاءٌ أنتِ لا يخبُو * * * مَدى الدهر بلا بخس 

أعزّكِ رَبّـيَ الرحمـَ * * * ـنُ بمَا يُتلى بلا لبس 

مِنَ القُرآن والفَرقا * * * ـنِ محفوظاً من الطمس 

أمَا يكفيكِ يا عُرسي * * * فأنتَ بمَحضِن القُدس

10/04/1440هـ الموافق 17/12/2018 م

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين