سبب تفاوت الصحابة رضي الله عنهم في رواية الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

من الشبهات التي يطرحها المشككون في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أن هناك تفاوتاً كبيرا بين الصحابة رضي الله عنهم في عدد الأحاديث الشريفة التي يروونها عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل قد لا نجد لبعضهم أي حديث رواه ، ويزيدون على ذلك أن الذين كانوا يلازمون النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا من المكثرين لرواية الحديث .

الجواب:

1- لو قام هؤلاء ببحث علمي في كتب الحديث الشريف ، واستخرجوا إحصائية لعدد الأحاديث التي رواها كل صحابي لكان النقاش مقبولا معهم ، ولكنهم يذكرون معلومات دون الإشارة لأي مرجع علمي يستندون إليه .

2- لو رجع هؤلاء لكتب الحديث الشريف المؤلفة على طريقة المسانيد مثل ( مسند الإمام أحمد بن حنبل وغيره ) والتي رتبت فيها الأحاديث حسب اسماء الصحابة الذين رووا تلك الأحاديث ، مثل مسند أبي بكر الصديق ، ومسند عمر بن الخطاب ، ومسند أبي هريرة ، وهكذا ، لوجدوا في هذه الكتب أسماء مئات من الصحابة جُمعت أحاديثهم في هذه المسانيد ، فضلا عن غيرها من كتب الحديث .

3- صحيح البخاري وصحيح مسلم وكتب السنن الأربعة ( سنن أبي داود - وسنن الترمذي - وسنن النسائي - وسنن ابن ماجه ) لا تشمل كل الأحاديث التي رواها الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بل هناك مئات من كتب الأحاديث التي فيها أحاديث كثيرة رواها الصحابة مثل مسند الإمام أحمد ومسند البزار ومصنف بن أبي شيبة ومصنف عبد الرزاق ، وغيرها الكثير الكثير .

4- ليس كل الصحابة على درجة واحدة من الحفظ ورواية الأحاديث التي سمعوها من النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان منهم المتفرغ لرواية الأحاديث مثل أبي هريرة وعائشة وابن عمر وابن عباس وعبد الله بن مسعود وغيرهم الكثير ، ومنهم من سمع الكثير من الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يتفرغ لروايتها بسبب انشغاله في شؤون الحكم وأمر المسلمين والمخاطر التي أحدقت بهم كأبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم ، أو انشغل بعضهم في أمر الجهاد والمشاركة في الفتوحات الإسلامية .

5- وهذا التفاوت فيما بينهم في حفظ الأحاديث وروايتها ونقلها للآخرين : أمر طبيعي وهو أشبه في عصرنا الحاضر عندما نحضر خطبة جمعة لعالم مشهور فهناك من يحفظ وينقل ما سمعه من حكم وكلمات جميلة للذين لم يحضروا هذه الخطبة ، ومنهم من حفظ، ولكن بعض المسؤوليات المناطة به أشغلته عن نقل ذلك للناس .

 

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين