التصحّر الخُلقي

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( لوقامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها)

لقد حدّثني أحد الزملاء المدرسين الموفدين للجزائر 

أنّ أرصفة عاصمة الجزائر مزروعة بأشجار الحمضيات

وتجد ثمار الأشجار متساقطة على الأرض

ولا أحد من الناس يمدّ يده إليها

وسأل عن السبب؟ فقيل له بأن هذه الأشجار ملك للبلدية

تبيع الثمار وتردّ ثمنها على الخدمات العامة

ونحن ولله الحمد

نجد أولادنا في كل رصيف لم يبقوا على غرسة واحدة إلّا وحطموا أغصانها وهي غراس زينة وظل فلو كانت أشجار مثمرة لقلنا أرادوا قطف ثمارها

ولو أردنا أن نبحث عن السبب لوجدناه يكمن في التربية الناقصة بدءاً من الأسرة وانتهاء بالجامعة والجامع لم نجد التأكيد على ضرورة الحفاظ على الغطاء النباتي

وكأنّ العداء مع الشجرة ورثناه من أجدادنا (البدو) 

لقد حدّثني أحد المعمّرين بأن جبال (شحشبو) وهي امتداد لجبال الزاوية كانت غابات فيها كلّ أنواع الأشجار المثمرة والحراجية فجاء رعاة الأغنام والإبل من الشرق فأ كلوا الأخضر واليابس، وأصبحت الأرض جرداء بفعل الرعي الجائر والاحتطاب السيء

يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله تعالى:

إذا مررت بشجرة ارفع يدك بالتحيّة احتراماً لها

لأنها من أسس الحياة على اليابسة بما احتوته من منافع جمة.

فهل ربّينا أولادنا على حبّ واحترام الشجرة وأنّها كائن حيّ له الحقّ في الحياة كباقي المخلوقات والاعتداء عليها

يوجب العقوبة من محاكم الأرض والتجريم والمحاسبة

من ربّ السماء والأرض.

وفقني الله وإياكم لما يحبَ ويرضى

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين