زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم

   عبد العزيز عرب


تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم  من إحدى عشرة امرأة ،توفيت منهنَّ اثنتان في حياته {خديجة – زينب بنت خزيمة } ،وتوفي هو عن تسع نسوة .
1- خديجة بنت خويلد رضي الله عنها :وهي أول من تزوجها من النساء وعاشت معه خمساً وعشرين عاماً ولم يتزوج غيرها حتى ماتت .
2- سودة بنت زمعة رضي الله عنها :تزوجها في شوال سنة عشر من النبوة بعد وفاة خديجة وكانت امرأة مسنة .
3- عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما :تزوجها في شوال سنة إحدى عشرة من النبوة ، وكانت بكراً ولم يتزوج بكراً غيرها ، وكانت أفقه نساء الأمة .
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما :تزوجها سنة ثلاث للهجرة .
5- زينب بنت خزيمة من بني هلال رضي الله عنها :تزوجها سنة أربع للهجرة ،ولكن ماتت بعد الزواج بثلاثة أشهر تقريباً ،وكانت تسمى أم المساكين لرحمتها .
6- أم سلمة هند بنت أبي أمية من بني مخزوم رضي الله عنها : تزوجها سنة أربع للهجرة .
7- زينب بنت جحش ( ولد الظبية عند بني هذيل ) رضي الله عنها :وهي بنت عمة رسول الله  تزوجها بأمر الله { فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها ...} وذلك في ذي القعدة سنة خمس للهجرة .
8- جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق رضي الله عنهما :قضى رسول الله  كتابتها وتزوجها في شعبان سنة ست للهجرة .
9- أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما :تزوجها في الحبشة ودفع مهرها النجاشي رضي الله عنه وذلك في محرم سنة سبع للهجرة .
10-  صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها :من بني النضير من ولد هارون بن عمران عليه السلام ،أعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم  وتزوجها بعد فتح خيبر سنة سبع للهجرة .
11- ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها :تزوجها في ذي القعدة سنة سبع للهجرة بعد عمرة القضاء .
ملك اليمين :
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم  جاريتان إحداهما :
1- مارية القبطية هدية المقوقس ملك مصر ،وقد ولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم  إبراهيم .
2- ريحانة بنت زيد وكانت من سبايا بني قريظة .
 تأملات :
ما الحكمة من تعدد زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم    ؟
من أمعن في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم   عرف جيداً أنَّ هذا العدد من النساء لم يكن لشهوة عارمة أو لتعلق بالنساء ،وإنما لأغراض جليلة نبيلة أهمها :
1- العرب تحترم الصهر بل إنها تقاتل مع الصهر وتدافع عنه فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم  أن يكسر عداء القبائل ويطفئ حدة بغضائها،ووفق في ذلك في زواجه من أم حبيبة بنت أبي سفيان زعيم قريش ،وفي زواجه من صفية من بني النضير اليهودية ،مما جعل الإسلام يقوى وينتشر بين القبائل . وإليك قصة زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم  من جويرية :في غزوة بني المصطلق أصاب المسلمون سبياً كثيراً فكان منهم جويرية بنت الحارث سيد قومه ،وكانت امرأة مليحة وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبته على نفسها ،فأتت النبي صلى الله عليه وسلم  تستعينه في كتابتها فقالت يا رسول الله :أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في سهم ثابت فكاتبته على نفسي فجئت أستعينك على كتابتي . فقال صلى الله عليه وسلم  :فهل لكِ في خير  من ذلك ؟ قالت :وما هو يا رسول الله ؟ قال :أقضي عنك كتابتك وأتزوجك .قالت :نعم يا رسول الله قد فعلت ،فلما تزوجها قال الناس :أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأرسلوا ما بأيديهم مئة أهل بيت من بني المصطلق ،فكانت جويرية أعظم امرأة بركة على قومها . سنن أبي داود  - كتاب العتق - باب في بيع المكاتب إذا فسخت الكتابة . 
2- كما أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم  كافأ أصحابه المخلصين الصادقين الذين بذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله بمصاهرته فتزوج من عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما والتي قالت : أنَّ جبريل ، جاء بصورتها في خرقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم   فقال : هذه زوجتك في الدنيا والآخرة  .
سنن الترمذي  -أبواب المناقب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم -  باب من فضل عائشة رضي الله عنها .
 وتزوج من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، وزوَّج عثمان بن عفان رضي الله عنه  من ابنتيه رقية وبعد موتها من أم كلثوم رضي الله عنهما ، وزوَّج علي بن أبي طالب صلى الله عليه وسلم  من ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
3- أبطل عادة التبني عندما تزوج من بنت عمته زينب بنت جحش التي طلقها زيد بن حارثة متبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم   في الجاهلية ،وكان هذا الزواج بأمر الله لإبطال التبني قولاً وفعلاً .
قال الله تعالى { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا (38) } الأحزاب .
4- تزوج تعليماً لنا في رعاية الأرملة واليتيم :
 عن أم سلمة  رضي الله عنها قالت : أتاني أبو سلمة يوماً من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم   فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم   قولاً فسررت به ، قال :لا يصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ، ثم يقول : اللهم أجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيراً منها ، إلا فعل ذلك به ، قالت أم سلمة : فحفظت ذلك منه ، فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت : اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منه ، ثم رجعت إلى نفسي قلت : من أين لي خير من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتي استأذن عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأنا أدبغ إهاباً لي ، فغسلت يدي من القرظ وأذنت له ، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف ، فقعد عليها فخطبني إلى نفسي ، فلما فرغ من مقالته ، قلت : يا رسول الله ، ما بي أن لا تكون بك الرغبة في ، ولكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئاً يعذبني الله به ، وأنا امرأة قد دخلت في السن ، وأنا ذات عيال ، فقال : أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز وجل منك ، وأما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابك ، وأما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي . قالت : فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم  ، فقالت أم سلمة : فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيراً منه رسول الله صلى الله عليه وسلم  . مسند أحمد بن حنبل  - مسند المدنيين - حديث أبي سلمة بن عبد الأسد .
5- أزواج النبي صلى الله عليه وسلم  جعلهم الله أمهات المؤمنين وبالتالي فلا يجوز الزواج منهنَّ فلو اختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهنَّ أربعاً وطلق سائرهنَّ لظلمن إذ تخلى عنهنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يحل لأحد أن يتزوج منهنَّ ،وحاش لله أن يظلم أحداً فاستثنى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم   من تحديد عدد الزوجات بالأربع .
قال الله تعالى{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا (6) }         الأحزاب 
قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) } الأحزاب

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين