في مقدمة شكاوى الزوجات شكواهن من أنانية أزواجهن ؛ فهن يجدنهم يؤثرون أنفسهم عليهن وعلى أولادهن ، لا يضحون ، يحرصون على راحتهم وإن تعب الآخرون ، وعلى سعادتهم وإنْ شقَي غيرهم .
ويزيد في معاناة الزوجات أن أزواجهن ينكرون أنهم أنانيون يحبون أنفسهم ، ويرون أن زوجاتهم يتوهمن ذلك .
كيف تتأكد المرأة أن زوجها نرجسي ، يحب نفسه ، وكيف تتعامل مع هذا الزوج ؟
النرجسي يـرى نفسه على حق دائماً ، لا يخطئ ، حتى لو وضحت له الحقائق ، وسطعت كنور الشمس ؛ فإنه ينكرها أو ينكر أنه ادعاها .
ويحرص على عدم مواصلة الحوار إذا وجده أدلته واهية ، وحججه فارغة ، ووثق أنه سيظهر مخطئاً .
وكثيراً ما يتنصل من مسؤولياته ، ويلقي تبعة الأعمال الخاطئة على سواه ، ويكثر اللوم .
ولعل هذا هو الذي يجعله مراوغاً ، يلف ويدور ، ويغير موضوع الحديث قدر ما يستطيع .
ومن وسائل دفاعه الأساسية إطلاق التهم حتى يشغل الأخرين عن مواجهته وكشف أخطائه .
ولعله يتجاوز ذلك إلى إطلاق الألفاظ الجارحة ، وقد يصل به الحال إلى الشتم ، وخاصة حين يغضب .
ولا شك في أن زوجة هذا الرجل ستكون محبطة ، حائرة ، لا تعلم كيف تتعامل معه ، حتى تنجح في إقناعه بالصواب ، وحتى تتقي جميع ما أشرت إليه مما يصدر عنه من إيذاء لها .
أول ما أوصي به الزوجة هو بذل قدر كبير من الصبر ، وسعة الصدر ، وعدم اللجوء إلى مواجهته ، وكشف عيوبه ، بل إلى مداراته ؛ كما تداري طفلها ، وهي توجهه ، وتربيه ، وتعلمه .
وقد تعترض زوجات على هذه الوصايا فتقول إحداهن : أما يكفيني ما عندي من أطفال حتى تضيفوا لي أباهم أصبر عليه وأربيه ؟! أنا أحتاج رجلاً يحمل عني ، ويقف معي !!
ورغم تقديري لذلك ، وتعاطفي مع الزوجات ، إلا أني لا أجد لهن إلا الحكمة القائمة على الصبر في معالجة أزواجهن لحملهم على القيام بكثير من واجباتهم وأدائهم ما يمكن من مسؤولياتهم .
وصحيح أن تغيير أزواجهن قد يكون بطيئاً ؛ لكن هذا يبقى خيراً من تحول الحياة الزوجية إلى مشاجرات دائمة ، ومشاحنات قاتلة ، قد تدمر هذه الحياة لتوصلها إلى الطلاق .
إن كثيرات من النساء نجحن في التكيف مع هؤلاء الأزواج ، واستطعن دفعهم ليقوموا بكثير من واجباتهم عن طريق المداراة البعيدة عن المواجهة المدمرة .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول