استسلمي لزوجك .. تسعدي وتنجحي

صدر في الولايات المتحدة الأميركية كتاب آثار ضجة كبيرة لأنه يدعو المرأة إلى طاعة زوجها والاستسلام له .

عنوان الكتاب ( الزوجة المستسلمة ) من تأليف المحامية الأميركية لورا دويل ، تمت ترجمته إلى الألمانية والفرنسية وصدر في ألمانيا وفرنسا وأثار فيهما ما أثاره في أميركا من رفض الحركات النسائية له باعتبار أنه يدعو إلى حرمان المرأة مما حققته من استقلال عن الرجل وعن الخضوع له .

لكني ، بعد أن قرأت الكتاب ، وجدت فيه ما يحقق للمرأة سعادة زوجية تفتقدها ملايين الزوجات في العالم ، ووجدت أن محتوى الكتاب يتفق كثيراً مع ما دعا إليه الإسلام الذي يأمر المرأة بطاعة زوجها في ما ليس فيه معصية لله تعالى .

تبدأ لورا دويل كتابها بعبارة تُعَرِّف بها عنوانه فتقول : (( المرأة المستسلمة : دليل عملي لإيجاد الألفة والحب والسلام مع الزوج )) .

ثم تأتي مقدمة الكتاب ، وفيها تجيب المؤلفة عن السؤال التالي : لماذا ينبغي على المرأة أن تستسلم لزوجها ؟

تفتتح دويل مقدمتها بكلمة لـ (( آنا لويز سترونغ )) وهي : (( من السهل الوقوع في الحب ، والبقاء في حالة حب ليس صعباً ؛ وذلك لأن الشعور الإنساني بالوحدة يدفع إلى هذا الحب . لكن المطلب الصعب الذي يستحق العَناء هو أن نجد رفيقاً دائماً ، وأن يبقى هذا الرفيق كما نرغب أن يكون عليه ... دائماً )) .

بعد هذه الكلمة التي تشير إلى صعوبة أن يبقى أحد الزوجين لصاحبه كما يحب ويرضى ؛ تنتقل المؤلفة إلى الإجابة عن سؤالها : لماذا ينبغي على المرأة أن تستسلم لزوجها ؟ 

تقول : عندما كنت حديثة الزواج ، وكنتُ في الثانية والعشرين من عمري ، لم يخطر لي قط أن أكون زوجة مستسلمة ، بل إن مجرد ذكر كلمة (( مستسلمة )) كان يثير اشمئزازي !

كنت أعلم ، حتى قبل زواجي ، أن الزواج زاخر بالمخاطر ، فقد كنت أجد أبي وأمي يتجهان نحو طلاق عنيف . ومع هذا فقد كان لدي أمل في أن يكون زواجي في حال أفضل .

ولقد أدهشني أن زوجي جون كان قادراً على أن يحبني إلى ذلك الحد ، وكنت ، إلى حد ما ، أعتقد أننا نستطيع أن نجعل زواجنا ناجحاً لأنه ، وببساطة ، كان ثمرة كثير من الطيبة .

كان زواجنا سعيداً في البداية ، ثم بدأت عيوب جون تتضح لي أكثر فأكثر ، وصرت أقوم بتصويبه ، وكانت تلك طريقتي في مساعدتي له على التطور .

لقد كنت أتمنى لو كان أكثر طموحاً في العمل ، وأكثر رومانسية في المنزل ، ولو أنه كان يرتب أشياءه ، وكنت أرى أنه سيكون رائعاً لو فعل ذلك .. وكنت أخبره بهذا كله .

لكن (( جون )) لم يكن يستجيب لي ، وهذا أمر غير مستغرب لأن الذي كنت أحاول فعله في الواقع هو السيطرة عليه والتحكم فيه . لهذا كانت مقاومته لي تزداد كلما زاد إصراري حتى أصبحنا ، كلانا ، محبطين وسريعي الانفعال .

وعلى الرغم من أن نواياي كانت طيبة ؛ فإنه بات واضحاً لي أنني كنت أمشي على طريق يشبه الجحيم . وخلال وقت قصير أُرهقت وتملكني الإعياء من محاولة إدارة حياتي وحياته . والأسوأ من ذلك أنني بدأت أصبح غريبة عن الرجل الذي جعلني سعيدة في السابق . كان زواجنا الذي لم يكمل سنته الرابعة يمر في منعطف خطير .

كنت مستعدة لمحاولة فعل أي شيء لعلاج ذلك . وصرت أبحث عن الوسائل المحققة لذلك العلاج .

أدركت أولاً أنني كنت أستخدم السيطرة وسيلة من وسائل الدفاع . وقرأت كتاب (( جون غراي )) ؛ (( الرجال من المريخ والنساء من الزهرة )) وقد منحني ذلك فهماً للطرق المختلفة التي يستخدمها الرجال والنساء في التواصل مع الحياة ومع الآخرين . وتحدثت إلى نساء أخريات لأعرف أسباب نجاح زواجهن .

أخبرتني إحدى الصديقات أنها كانت تترك لزوجها معالجة جميع الأمور المالية ، وكم كان ذلك مريحاً لها .

وقالت أخرى: إنها لم تحاول قط انتقاد زوجها ، مهما كان يستحق ذلك النقد .

وقررتً أن أعمل بمنهج هاتين الزوجتين في حياتي الزوجية على سبيل التجريب .

كنت أحاول إنقاذ زواجي وأنا شبه يائسة . كما أملت إنقاذ احترامي لذاتي ، احترامي الذي كان يتلاشى مع كل ثورة من ثورات الغضب التي كنت أطلقها على جون وتصيبني من ثم بالإحباط .

لم أكن أعلم أنني أخطو الخطوات الأولى نحو الاستسلام ، وأن قيامي بذلك سيعيد إلى زواجي هدوءه وإلى ذاتي احترامها .

واليوم أدعو نفسي (( زوجة مستسلمة )) لأني عندما توقفت عن السيطرة على كل ما يفعله جون بدأت أثق به ، وصرت أمتلك الزواج الذي طالما حلمت به . وستحققين أنت حلمك إذا اتبعت ما يدعوك إليه هذا الكتاب .

لن يشعر بالراحة من يتذمر من الآخرين وينتقدهم ويحاول السيطرة عليهم ، وهذا ما كنت أنا عليه .

ستجدين ، من خلال الاستسلام ، الشجاعة للتوقف تدريجياً عن الغرق في تلك المحاولات غير السارة وغير المريحة ، وإحلال تصرفات محترمة مكانها .

وسيتوفر لديك وقت أطول وطاقة أكبر لعمل الأشياء الأهم عندك .

وستشعرين بفخر متزايد عندما تحققين أهدافك بسرعة تفوق ما كنت تحققينه خلالها سابقاً .

إن للاستسلام خاصية استخراج أفضل ما في نفوسنا ، ولهذا السبب فإنه يستحق قيامنا به .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين