أخطاء وعثرات الأقلام ـ 1 ـ

بقلم بشار بكور

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وأفصح من نطق بالضاد، وعلى  الصحابة والتابعين، ومن اقتفى أثرهم واستنهج سبيلهم إلى يوم الدين.
تذكر المصادر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرّ على قوم يسيئون  الرمي فقرّعهم، فقالوا: إنّا قومٌ متعلمين. فأعرض مغضباً، وقال: والله لخطؤكم في لسانكم أشدّ عليّ من خطئكم في رميكم.
و روي أن أعرابياً سمع مؤذناً يقول: أشهد أنّ محمداً رسولَ الله. فقال له: ويحك، يفعل ماذا؟. و أعرابي آخر دخل السوق، فسمع الناس يلحنون، فقال: سبحان الله! يلحنون ويربحون، ونحن لا نلحن، ولا نربح . [في أصول النحو، للأستاذ سعيد الأفغاني ص 7-9]
وتكلم أبو جعفر المنصورُ في مجلس فيه أعرابي فلحَن، فصَرَّ الأعرابيُّ أذنيه، فلحن مرةً أخرى أعظمَ من الأُولى، فقال الأعرابي: أفٍّ لهذا، ما هذا؟. ثم تكلمَ، فلحن الثالثةَ، فقال الأعرابي: أشهد لقد وُلِّيتَ هذا الأمر بقضاءٍ وقدر.   [معجم الأدباء 1/ 26]
بدأ اللحن يغزو ألسنة العرب منذ أيام الرسول   كما تفيد بعض الأخبار ، ثم فشا وانتشر  بعد الفتوحات الإسلامية ودخول الأعاجم في الإسلام. وليس غرض هذه المقالة تفصيلَ الكلام حول موضوع اللحن وأسبابه ودواعيه وما إلى ذلك. إنما يُشار إلى أن اللحنَ كان الباعثَ على تدوين اللغة وجمعها، واستنباطِ قواعد النحو.
وبالرغم من وضع هذه القواعد والأسس، فإن اللحن  امتدَّ واشتد، وضرب بجِرانه  وتمكّن في نفوس الناس.  ومع مرور القرون زاد ابتعادُ الناس عن الصواب والفصاحة، وصاروا إلى الخطأ والخلل في الكلام أقرب.
تضم هذه المقالةُ –ضمن سلسلة من مقالات تأتي تباعاً إن شاء الله تعالى- أهمّ الأخطاء والعثرات التي يقع فيها بعض الكتّاب والخطباء والصحفيين والمراسلين ومن يتصل بهم بسبب، بغية تجنّبها، والنطق  عوضاً عنها بالصواب.
- يقولون: فلان على وَشَك السقوط، بفتح الشين. والصواب: وشْك، بسكونها.
- يقولون: في الحائط فَتحة، بفتح الحاء. والصواب: فُتحة، بضمها. ومثلها قولهم: فَسحة سماوية، وحقها أن تكون: فُسحة سماوية. وكذلك: الفُرجة، والثُّغْرة، والثُّلمة، كلها بضم الأول.
- يقولون: فلان الوريث. والصواب: الوارث.
- يقولون: لا أعلم إذا كان قد جاء فلان. والصواب: لا أعلم أجاء فلان؟
- يقولون: ما كلّمته أبداً. والصواب، ما كلمتُه قطّ، أو ما كلمته البتّة. لأن (أبداً) ظرف زمان للتأكيد في المستقبل، نفياً وإثباتاً. تقول: لا أفعله أبداً، وأفعله أبداً.
- يقولون: تأجّل الموعدُ، وتأسست الجمعيةُ العامَ الماضي.  والصواب: أُجِّلَ الموعدُ، وأُسِّستِ الجمعيةُ العام الماضي. لأن ما كان على وزن (تفعّلَ) ليس قياسياً بل سماعيّ، ولم يُسمَع عنهم: تأجّل، بمعنى تأخر إلى أجل؛ كما لم يسمع:تأسس.
- يقولون: لمحه بمؤَ خّر عينه.  والصواب: لمحه بمؤْخِرِ عينه.
- يقولون: لأقطّعنّه إرَباً إرَباً. والصواب: إرْباً إرْباً، بسكون الراء.
- يقولون: حدث هذا الأمرُ مؤخَّراً. والصواب: حدث أخيراً، لأن المؤخّر خلافُ المقدَّم.
- يقولون: هذا الأرنب. والصواب: هذه الأرنب، لأن (الأرنب) مؤنثة.
- يقولون: مع أنه فقير إلا أنه كريم. والصواب أن يقال: هو كريم على فقره/ كريم مع أنه فقير.
- يقولون: وقع الطفل على إلْيته، بكسر الهمزة. والصواب: ألْيته، بفتح الهمزة.
- يقولون: مايسترو، للرجل الذي يوجّه بإشاراته أفراد الموسيقيين في الفرقة. ولا حاجة إلى استعمال هذا التعبير العجمي. ويقال عوضاً عنه: القائد الموسيقيّ.
- يقولون: هذه مستشفى جديدة. والصواب: مستشفى جديد. لأن  المستشفى اسم مكان مذكر، مشتق من "استشفى، يستشفي استشفاءاً." واسم المكان من الفعل غير الثلاثي على وزن اسم المفعول، هو أبداً مذكرٌ، ولا يقبل تاء التأنيث مع بقائه اسم مكان. فلا يقال: مستشفاة.
- يقولون: المصرَف، بفتح الراء. والصواب: المصرِف، بكسرها.
- يقولون: الوالد يأمَل الخير من ولده. والصواب: يأمُل الخير، بضم الميم.
- يقولون: القضية الآنفةُ الذكر. والصواب: القضية المذكورة آنفاً، أو القضية المتقدمة الذكر.
- يقولون: وضعَ الوردَ في الآنية. والصواب: في الإناء، فالآنية جمع إناء، مثل (أرْدية ورداء، وأخبية وخباء). أما الأواني فهي جمع الجمع.
- يقولون: تبجّحَ فلان، فهو متبجّح، يقصدون أنه قليل الأدب، أو وقح، أو سيّء الخلق. وهذا غير صحيح، لأن التبجّحَ هو التباهي والتفاخر والتعاظم.
- يقولون: فلان في بَحْبوحة من العيش، بفتح الحاء. والصواب: بُحْبوحة، بضم الباء.
- يقولون: بَحّة الصوت، بفتح الباء. والصواب: بُحّة، بضم الباء.
- يقولون: بخّور، بتشديد الخاء. والصواب: بَخور، دون ما تشديد.
- يقولون: استبدل القديم بالحديث. والصواب: استبدل الحديث بالقديم، لأن (الباء) إنما تدخل على المتروك. قال تعالى:  { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ }[البقرة: 61].
- يقولون: بَرطيل، بفتح الباء. والصواب: بِرطيل، بكسر الباء.
- يقولون: ألف مبروك على النجاح. والصواب: مبارَك، لأن الفعل: بارك، وليس برك.
- يقولون: بُرهة قصيرة. والصواب: مُدّة قصيرة، لأن (البرهة) المدة الطويلة من الزمان.
- يقولون: بَشوش الوجه. والصواب: باشُّ أو بَشيش الوجه.
- يقولون: بَطيخ. والصواب: بِطّيخ، بكسر الباء.
-  يقولون: انضمّوا إلى بعضهم البعض. والصواب: انضمَّ بعضُهم إلى بعض.
-  يقولون: وضعت الكتب فوق بعضها. والصواب: وضعت الكتب بعضَها فوق بعض.
- يقولون: البَلعوم، بفتح الباء. والصواب: البُلعوم، بضم الباء.
-  يقولون: مِبْيضّة/ مُسْودّة. والصواب: مُبيّضة/ مُسَوّدة.
- يقولون: كتاب مباع. والصواب: مَبيع.
- يقولون: بَلقيس، بفتح الباء. والصواب: بِِلقيس، بكسر الباء.
- يقولون: سأفعل كذا من كلّ بُدٍّ. والصواب: من غير بدٍّ.
- يقولون: استقلّيْتُ برأيي، واستبدّيتُ به, واستغلّيتُ ما حصل. والأولى أن يقال: استقلَلْتُ برأيي، واستبدَدْتُ به، واستغلَلتُ ما حصل.  وأصل الكلام:  (استقلّ، واستبدّ واستغلّ) فدخل عليها تاء الفاعل. والقاعدة هنا أن يتم فك الإدغام في الحرف المدغم. وهو اللام في استقل، واستغل، والدال في استبدّ. 
- يقولون: وقد زادت نسبة الانتحار في البلد، الأمرُ الذي دعا السلطات إلى اتخاذ إجراءات للحد منه/ مما دعا السلطات إلى اتخاذ إجراءات للحد منه. ولا لوجه لهذين التعبيرين في العربية، فهما من البلاء الذي جرّه علينا جهلة المترجمين. والصواب: وهذا ما دعا السلطات..
- يقولون: زرت أكثر مساجد دمشق، بما فيها المسجد الأموي. وهذا أيضاً خطأ جاءنا من جهلة المترجمين. والصواب: زرت أكثر مساجد دمشق، ومن بينها/ ومنها المسجد الأموي.
- يقولون: أنا أعمل كطبيب. وهذا أيضاً من بلاء الترجمة الجاهلة. والصواب: أنا أعمل طبيباً. فالكاف الداخلة على الطبيب لا وجه لها في العربية. والله أعلم.
- يقولون: ما البدائل الممكنة. والصواب: ما الأبدال الممكنة.
- يقولون: هذا الأمر بَدَهيٌّ. والصواب: بديهيٌّ. لأن الأصل فيما كان على وزن (فَعيل وفَعيلة) مفتوح الفاء غير مضعف، ولا معتلَّ العين أن تكون النسبةُ إليه بحذف الياء، مثل: ثَقيف وثقفيّ، وحنيفة وحنفيّ. وكذا الأمر فيما كان على وزن (فُعيل وفُعيلة) بضم الفاء وفتح العين، مثل: قُريش وقرشي. لكن العلماء اشترطوا في النسبة أن يكون المنسوب علماً، كاسم بلد أو قبيلة، ويكون إلى ذلك مشهوراً. ولفقد هذين الشرطين في (طبيعة، وبديهة، وغريزة) فقد قيل في النسبة إليها: طبيعيّ، وبديهيّ، وغريزيّ.
- حصل الأمر الفلاني في السبعيْنات/ الثمانينات.  والصواب: السبعينيّات/ الثمانينيّات، بياء النسب.
- يقولون: الجُدْري. والصواب: الجدَري، بفتح الدال.
- يقولون: تجرُبة وتجارُب. والصواب: تجرِبة وتجارِب.
- يقولون: جُرمٌ سماويّ. والصواب: جِرم، بكسر الجيم.
- يقولون: جَلْطة دموية. والصواب: جُلطة، بضم الجيم.
- يقولون: جَمادى الأولى. والصواب: جُمادى الأولى، بضم الجيم.
- يقولون: صوت جَهُوريّ. والصواب: جَهْوَريّ.
- يقولون: جُوْعان وجُوعانة. والصواب: جَوْعان وجَوْعانة، بفتح الجيم.
- يقولون: حُزَيران. والصواب: حَزِيران، بفتح الحاء وكسر الزاي.
- يقولون: فعلتُ كذا تحسّباً من كل طارىء. يقصدون احتطتُ للأمر حذراً أو تأهّباً لكل طارىء. ولا يأتي التحسّب بهذا المعنى، وإنما يأتي لمعنيين: (التعرّف). يقال: تحسّبت الأمر، أي طلبتُه وتعرّفته. و (توقّع الأمر وتحيّنه).
- يقولون: المحلّات ( يريدون جمع محلّ). والصواب: المَحالُّ. لأن المحلات جمع (محلّة) وهي المكان الذي ينزله القومُ.
- يقولون: الحصْوة. والصواب: الحصاة.
- يقولون: حُضْن الأم. والثواب: حِضن الأم، بكسر الحاء.
- يقولون: محلّ مجَوهرات. والصواب: محل جواهر.
- يقولون: حُمُّص. والصواب: حِمَّص.
- يقولون: حُنْجُرة. والصواب: حَنجَرة، بفتح الحاء والجيم.
- يقولون: حافّة النهر. والصواب: حافَة النهر، بفاء غير مشددة.
- يقولون: حلَويّات. والصواب: حلْويَات, بتسكين اللام وتخفيف الياء.
- يقولون: رجل ذو حِنْكة. والصواب: حُنْكة، بضم الحاء.
- يقولون: خبزٌ حافٌ. والصواب: حافٌّ، بفاء مشددة.
- يقولون: سكان هذا البلد محْصيّون. والصواب: مُحْصَوْن، بضم الميم وفتح الصاد، على صيغة اسم المفعول من (أحصاه) فهو محْصى.
- يقولون: الحمد لله الذي نجا ابني من الموت. والصواب: الحمد لله أن نجا ابني/ إذ نجا ابني من الموت.
- يقولون: خُذْلان. والصواب: خِذلان، بكسر الخاء.
- يقولون: تخرّج فلان من الجامعة عام كذا. والصواب: تخرّج في الجامعة.
- يقولون: الخَرّاج يؤلمني. والصواب: الخُرَاج، بضم الخاء وتخفيف الراء.
- يقولون: خزينة الدولة. والصواب: خِزانة الدولة.
- يقولون: فلان أخِصّائيّ، أو اختصاصي في علم الطب. والصواب أن يقال: فلان مُخْتصٌّ، أو متخصِّصٌ، من قولنا: اختصّ علم كذا، وتخصّص له وبه.
- فعلتُ كذا خِصِّيصاً لك. والصواب: خِصِّيصى لك. و (خِصِّيصى) للمبالغة في التخصيص. أما إذا لم ترد المبالغة قلت: فعلته خُصوصاً لك.
-  يقولون: الخُضار، والخُضروات. والصواب: الخُضَر (على وزن غُرَف)، أو الخَضْراوات، بفتح الخاء.
- يقولون: فترة الخُطوبة. والصواب: فترة الخِطبة.
- يقولون: ذهب خِلسةً. والصواب: خُلْسة، بضم الخاء.
- يقولون: نصلُ مدبّب. والصواب: نصل حادّ.
- يقولون: مُدَرّج الطائرة. والصواب: مَدْرَج،بفتح الميم وسكون الدال.
- شربت دَفعة واحدة. والصواب: دُفعةً واحدة.
- يقولون: أنا مندهشٌ. والصواب: مدهوش.
- يقولون: دَلف السقف. والصواب: وكف السقف.
- يقولون: هؤلاء المُدراء. والصواب: مديرون. لأن من شروط جمع الصفة على (فُعلاء) أن تكون صفةً لمذكر عاقل على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)، صحيحة اللام، غير مضاعفة، دالة على  سجية مدحٍ أو ذم. مثل نبيه، نبهاء ؛ لئيم، لؤماء؛ كريم، كرماء. أما (مدير) فهي في الحقيقة اسم فاعل على وزن مُفْعِل، مثل أكرمَ فهو مُكْرِم. وليست على وزن (فَعيل ) كما يظن. وجمع (مُفعِل) اسم الفاعل من (أفعل) للمذكر العاقل هو (مفعلون) لا فعلاء.
- يقولون: وَفيّات، بتشديد الياء. والصواب: وَفَيات، بتخفيف الياء.
- يقولون: المِرآب، للمكان الذي تصلح فيه السيارات (الكراج). والصواب: المَرْأَب.
- يقولون: راق لي الكتاب. والصواب: راقني الكتاب.
- يقولون: رضخَ لمشيئة فلان، بمعنى خضع وذلّ. والصواب: خضع/ أذعن لمشيئة فلان. ليس من معاني (رضخ) ما يتصلّ بالخضوع.
- يقولون: الرقَم 6. والصواب: الرقْم، بسكون القاف.
- يقولون: الزُبون. والصواب: الزَّبون، بفتح الزاي.
- يقولون: الزَّرنيخ. والصواب: الزِّرنيخ، بكسر الزاي.
- يقولون: الزَفاف. والصواب: الزِّفاف، بكسر الزاي.
- يقولون: سبقَ وقلنا كذا وكذا. والصواب: سبق أنْ قلنا.
- يقولون: أطلِقَ سراحُه. والصواب: خُلّي سبيله. لأن السَّراح، اسم من التسريح، وهو الإطلاق نفسه.
- يقولون: استلم راتبه أو كتابَه. والتعبير الفصيح: تسلّم راتبه.
- يقولون: السُّلامِيّات، (جمع سُلامى، وهي عظم الإصبع). والصواب: سُلامَيَات، بفتح الميم، وتخفيف الياء.
- يقولون: الشريعة السمْحاء. والصواب: السمْحة.
- يقولون: سواقة السيارة. والصواب: سِياقة، أو قيادة. 
- يقولون: جاء السوّاح. والصواب: السيّاح. لأن الفعل: ساح يسيح، لا: يسوح.
- يقولون: شُحْنة كهربائية. والصواب: شِحنة، بكسر الشين.
يتبع

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين