الرابطة تستنكر حرق العنصريين الإسرائيليين المسجد والكتاب الكريم‎

رابطة العلماء السوريين تدعو العالَم الحر أن يتأمل قوله تعالى :[ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا] {الحج:40} .
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
سبحان الله ! ما أبعد البون بين ما شرعه الله في كتابه الحكيم من رحمة بالناس!! وبين ما أورده (تلمود يهود) من الحض على العدوان، واستباحة الدماء والمقدسات، والتنكر للعقائد والأديان، واحتقار مَن لم يمت إليهم بعرق أو قوم .
في الكتاب الكريم الذي مزَّقوه وأحرقوه أنزل الله قوله : [ وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيرًا] {الحج:40}. فرض الإسلام الجهاد وجعل من أهدافه حماية حرية الاعتقاد لكل البشر وصيانة دور العبادة لكل الأديان .
والمسلمون بموجب هذه الآية الكريمة مفروض عليهم أن يبذلوا دماءهم وأرواحهم لحماية حرية الاعتقاد :[وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ] {البقرة:193} . والجهاد كذلك لصيانة كنائس النصارى وأديرتهم، وكُنُس اليهود ومعابدهم... فضلاً عن المساجد التي يذكر فيها اسم الله كثيراً وإن لم يفعل المسلمون ذلك ستكون هذه المعابد مهددة بالهدم، أو بالحريق، أو بالتدمير، كما فعل الشيوعيون والمجوس مِن قبل، وما يفعله الصليبيون والصهاينة اليوم .
نعم هذا ما يجري اليوم في فلسطين المباركة أرض النبوات، حيث يتابع الصهاينة المفسدون في الأرض هدم المساجد، وحرق المصاحف، واستفزاز مشاعر المسلمين، وتوثِّق الفضائيات تلك الجرائم بالصوت والصورة حتى لا يبقى عذر للنائمين الغافلين . أن لا يغضبوا، وأن لا ينتصروا للمظلومين المستضعفين ولأعظم المقدسات بيوت الله وكلامه وأوليائه .
يا حكام الأمة! يا أصحاب القرار! يا علماءنا الأبرار!
إن ما يجري اليوم في فلسطين يمثل مرحلة من التحديات العالمية والتطورات والمستجدات التي تهدد هويتنا ومقدساتنا ووجودنا.
ولئن كانت معظم فترات التاريخ لا تخلو من الصراع بين الإسلام وخصومه... إلا أن عالمنا الإسلامي اليوم في حالة يُرثَى لها من الضعف والتفرق والتبعية، والولاء لأعداء الأمة المتربصين بها... حتى على المستوى الداخلي تسود فيه الخلافات والنزاعات بين النُّخَب الفكرية والسياسية، وبين الشعوب والقيادات الحاكمة في كثير من الساحات الإسلامية مما أطمع بنا أعداءنا، وسلَّطهم على مقدراتنا ومقدساتنا، فعاثوا في عالمنا فساداً وقتلاً وتدميراً ، وتطاولوا على قرآننا ومساجدنا وعلمائنا وجامعاتنا، وعلى الأقليات المسلمة، وعلى حرية المرأة المسلمة وحجابها، بل ودمَّروا البنى التحتية لخيرات بلادنا واقتصادنا...
وما زال الكيد والتآمر على أشده في فلسطين، والعراق، وأفغانستان والصومال، والسودان، ومسلمي الفلبين والشيشان وتركستان... كلها شواهد حية على ما نقول .
والأشد خطراً من جميع ذلك الوهن الذي أصاب المسلمين وأفقدهم القدرة على الدفاع عن حقوقهم ولو بالصوت العالي ، هذا على المستويات الرسمية وعند النخب والصفوة من قياداتنا التي يجب أن تكون طليعة الأمة بالدفاع عن الحقوق واستردادها، والنهوض بالأمة إلى مكانتها التي تليق بخير أمة أخرجت للناس .
نقول هذا في الوقت الذي ننظر إلى الشعوب، وهي تغلي، وتحترق لنصرة الدين والدفاع عن الحقوق والمقدسات، وهي تتطلع إلى من يشق أمامها الطريق لكي تقدم كل ما تملك نصرة للحق وانتصاراً للمظلومين والمضطهدين... مَن أولى من العلماء في أن يتقدموا هذه الصفوف وأن يكونوا المَثَل والقدوة لشعوبهم وأمتهم؟؟ .
وإن رابطة العلماء السوريين لتناشد كل روابط العلماء الشقيقة وكل العلماء في الساحات الإسلامية أن يكون بيننا وبينهم عهد وميثاق لننتصر لقضايا أمتنا ونتبنى همومها ونقود شعبنا المسلم على طريق العزة والكرامة والحرية.
وكأن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم لا يكفي!! حتى تقدم الأيدي الآثمة على قتل الشيخ الدكتور الشهيد عبد الجليل إبراهيم فهداوي وغيره من العلماء وأساتذة الجامعات في العراق وعاصمة الرشيد بغداد الجريحة الحالمة بالدماء والغدر والجرائم تحوطها من كل اتجاه...وإنا لله وإنا إليه راجعون رحمهم الله رحمة واسعة.
إن بداية الطريق من أنفسنا ، من فهمنا لواقعنا ، من وعينا لما يراد بنا ، وصدق الله العظيم القائل :[ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ] {الرعد:11} .  اللهم قد بلغنا... اللهم فاشهد...
ا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين