استيعاب

الدين وأحكامه ومفاهيمه شأن عام يهتم به العارف والجاهل والمتخصص وغير المتخصص، فالكل يتكلم ويحاول الفهم فيه لالتصاقه بحياتهم ونجاتهم في الدنيا والآخرة في كل وقت وحين، أصابوا بذلك أو أخطأوا، فهو ليس كالطب والهندسة والكيمياء وعلوم النفس والاجتماع وغيرها من العلوم التخصصية.

يحرص كثير من المتخصصين الغيورين في العلم الشرعي والدعاة الصادقين على تنبيه المتكلمين في الشأن الديني على عدم تخصصهم الشرعي والتصريح أو التلميح بوجوب سكوتهم وتركهم للكلام فيما لا يعنيهم وهذا في اعتقادي خطأ في التعامل.

وفي هذا أقول:

في زمن سيلان المعرفة والمعلومة وكثرة المتاح مرئيا ومسموعا ومكتوبا

ليس من الحكمة ولا الفقه أن نسارع ابتداء إلى أن نقول لهؤلاء: كفوا وانتهوا واسكتوا ولا تقربوا حمى الكلام في الدين والفقه لعدم توافر شروط الأهلية فيكم، ففي ذلك رسالة غير مباشرة لكثيرين بأن يعتقدوا أن ذلك شرعنة لاحتكار الفهم في الدين وتقييد الفكر والتفكير المباح لكل مسلم وربما الاتهام بالكهنوتية من البعض !!!!.

بل نتفهم ونوسع الصدور ونناقش ونصحح ونجيب.

فهذا الذي يصنع المصداقية ويُظهر ما ينفع الناس ويُزيل الزبد لا الإسراع بالقول بعدم الأهلية.

فإن أبى أحد الاقتناع بعد كل ذلك وادعى الفهم فيما لا يحسن بعد البيان وأصر على التعالم قلنا له حينها: إن ذلك شأن تخصصي فاحترمه وتحتاج فيه لتأهيل لتستوعبه شأنه شأن بقية التخصصات.

أظهروا الصواب يختفي الخطأ، وأبينوا الحق ينكمش الباطل من تلقاء نفسه.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين