لا تعطل عقلك

يمكن للإنسان أن يتعطل عقله، فيقتنع بالكلام الباطل الظاهر البطلان.. فقط لأنه لم يقف ثانية ويفكر .

إذا أردنا أن نضرب الأمثلة فكثيرة، لكن من أشهرها في أيامنا هذه:

1. انظروا إلى مصير الثورات التي تؤدي إلى خراب البلدان، سوريا والعراق.

- مع أن الجميع يعلم أن العراق لم تكن فيها ثورة.. وإنما سلَّمها الطغيان للاحتلال بعدما أخضع شعبها واستبد بهم وفجر فيهم فهيأ الطريق للاحتلال.

2. انظروا إلى الجماعات الإسلامية التي خربت ودمرت البلاد: سوريا والعراق وليبيا

- مع أن الجميع يعلم أن هذه الجماعات لا تملك إلا أسلحة خفيفة ومتوسطة، وكل مشاهد الخراب والدمار التي تراها إنما قامت بها الأنظمة التي تملك الطائرات والصواريخ والكيماوي

3. هذه الجماعات لا تؤمن بالديمقراطية، شعارها الحق المقدس في الحكم، يا نحكمكم يا نقتلكم.

- مع أن الجميع يرى ويسمع ويعلم أن هذه الجماعات لم تحقق أي موقع سياسي إلا بالانتخابات الحرة النزيهة أو شبه النزيهة.. وأن قائل هذا الكلام نفسه هو الذي جاء بالغصب والقهر وهو الذي ينفذ فعليا إيمانه بأن الحكم المقدس له ولطائفته.. ولا مانع عنده إطلاقا من هدم البلد كلها وأن تتحول كلها خرابا ولا يتزحزح هو عن الكرسي.

4. كل اسطوانات حقوق الإنسان الموجودة في الغرب، واهتمام الغرب بالإنسان والشعوب .... إلخ

- اعدد معي: سوريا، اليمن، ليبيا، بورما، كشمير، تركستان الشرقية، إفريقيا الوسطى، مصر، العراق، بنغلاديش..... إلخ! هذه بلاد وقعت فيها مذابح ألفية أو مليونية.. فضلا عن اعتقالات وتشريد مليونية..

* عودة إلى أصل المشكلة:

ليست المسألة الآن في هذه القضايا نفسها.. المسألة في حجم الخراب الذي يسببه عدم توقف الإنسان لثانية واحدة كي يفكر فيما يسمع قبل أن يسمح له بالدخول إلى قناعاته وأفكاره.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين