في مصطلح الدين

وهل نقول دين اليهود ، ودين النصارى ، ودين المشركين ، ودين المجوس ، ودين الهندوس ؟! 

نعم نقول ...

أشكل على بعض الناس أن يطلق اسم الدين على غير الإسلام . ورأوا في قوله تعالى إن الدين عند الله الإسلام مانعا يمنع من التسمية !!

وقوله تعالى : " إن الدين عند الله الإسلام " لا يلغي بقية الأديان من حيث وجودها ولا من حيث هي وإنما يلغيها من حيث صحتها ومن حيث قبولها عند الله ؛ لأن " ال " التعريف في قوله " إن الدين .." هي " ال الكمالية " كما يقول المفسرون وعلماء المعاني . والمعنى : إن الدين الكامل .. والدين الصحيح .. والدين المقبول عند الله هو الإسلام . وهناك دين صحيح ، وهناك دين فاسد ، وهناك دين باطل ..وقولي المقبول " عند الله " قيد ضروري . أما عند الناس فقد شرع القرآن الكريم قبول الناس بأديانهم. ورفض إكراه الناس على تركها أو على اعتناق غيرها . وهكذا تعايشت كل الملل والنحل تحت مظلة المسلمين ، وعلى قاعدة الآية والكريمة " لا إكراه في الدين .. 

" فسن الصحابة الفاتحون في أتباع جميع الملل والنحل والأديان سنة أهل الكتاب . وإن كان هؤلاء من أصحاب الأديان الباطلة وهذا ما فعلوه مع المجوس وغيرهم ..

وقولي دين فاسد ودين باطل ..

فأما الدين الفاسد فهو الذي الذي كان صحيحا فأفسدته أهواء الأتباع وهو دين أهل الكتاب من يهود ونصارى . وأما الدين الباطل فهو دين لا أصل له صحيح من أوله كالأديان التي قامت على عبادة الحجر والشجر والبقر والبشر ..

ودليلي من كتاب الله على صحة أن نطلق اسم الدين على غير الإسلام قوله تعالى " قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم " فسمى ما هم عليه دينا ..

وسمى دين المشركين دينا قال تعالى " وكذلك زين لكثير من المشركين قتلَ أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم .." 

فسمى ما كان المشركون عليه دينا ..

ولأبلغ من كل ما سبق من قولي هذا قول الله تعالى في سورة " الكافرون " لكم دينكم ولي دين " فسمى ما عليه الكفار والمشركون دينا ..

والله تعالى أعلم

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين