من أقبح آثار الاحتلال العسكري والفكري الغربي لبلاد المسلمين "عشق المادة" ، واللهث وراء سراب الحياة ،والتفاني من أجلها ، وجعلها غاية لا وسيلة وأخرى لا أولى .
فالأهداف توضع ، والخطط ترسم من أجل تحقيق السعادة فيها .
فأنت تتعلم من أجل أن تحصل وظيفة ،
وتحصل وظيفة من أجل أن تكون غنيا ،
وتبحث عن الغنى من أجل تحقيق السعادة في الدنيا .
وتبحث عن المرأة الجميلة- بغض النظر عن دينها وخلقها- من أجل تحقيق السعادة .
وتدخل أبنائك- إن كنت قادرا- مدارس أجنبية من أجل بناء مستقبلهم .
وتسعى سعيا حثيثا من أجل بناء مستقبلك ، وخوض مشاريع تضمن لك ولأسرتك حياة مستقرة .
وليس لآخرة- غالبا - محل من قلبك إلا زاوية صغيرة يظهر أثرها في مواسم العبادات كرمضان .
حتى الفقير من الناس إذا سألته عن همومه لا يكاد يذكر لك إلا الأشياء المتعلقة بديونه وهمومه واحتياجاته ،
أو أمنياته وأحلامه في تحقيق الغنى والرفاهية .
ولا كذلك المسلم ؛
فإنه وإن سعى في الدنيا إلا أن سعيه وسيلة لا غاية
وغايته "عبادة الله وحده "
وخطته أساسها " تحقيق رضوان الله " وعلى أساسها يعمل .
فهمه في الوظيفة ليس ما تدره من دخل بقدر حلها وإخلاصه فيها .
وهمه في الزوجة دينها أولا ثم يأتي غير الدين في مرتبة دون ذلك
وهمه في أبنائه أن يبنيهم قبل أن يبني لهم .
قال تعالى :
{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (??) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ } .
التعليقات
يرجى تسجيل الدخول