الصراع شديد القسوة ، لامكان فيه للعبث ، ومبادئ العمل معروفة

قال تعالى : {وقل اعملوا فسيرى الله عملَكم ورسورلُه والمؤمنون }.

ومبادئ العمل ، على ضوء مايعرفه الجادّون العقلاء ، من أبناء الأمّة ، كثيرة متنوّعة :

لاتعسير.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" اعملوا ؛ فكلٌّ ميَسّرٌ لِما خُلقَ له" !

لامُزاحَمة .. قال تعالى : {ولكلٍّ وجهةٌ هو مُولّيها فاستَبقوا الخيرات} .

لاتكليفَ فوقَ الطاقة : {لا يُكلّفُ الله نفساً إلاّ وسعَها} .

لا حَسد : عسى كلّ طيّب ، مِن عَرَبِنا . ( حكمة عربية) !

البحث عن المستطاع : قال الصحابي الجليل، عَمرو بن مََعديكَرِب الزُبيدي: إذا لمْ تستطعْ شيئاً، فدَعْهُ= وجاوِزْه ، إلى ماتستطيعُ!

حكمة قديمة : أن تُشعلَ شمعةً ، خيرٌ من أن تلعن الظلام !

وقال الحطيئة :

أقِلّوا ، عليهمْ ، لا أبا لأبيكمُ = مِن اللَوم ، أو سُدّوا المكانَ الذي سَدّوا !

حديث شريف : إذا قامت الساعة ، وبيد أحدكم فَسيلة ، فليَغرسها !

حديث شريف : "اعقِلها ، وتوكّلْ "!

ماتقدّم ، كلّه ، موجّه ، إلى من يريد أن يعمل ، موجّهٌ : إلى عقله وقلبه .. وإلى مروءته.. وإلى إحساسه بالمسؤولية :عن نفسه، وعن قيَمه ومقّدساته، الواجبِ عليه حفظُها.. وعن أسرته ، التي يجب عليه : أن يصونها ، من العبث ، في الحاضر، وأن يقيها عبث العابثين ، المتربّصين بها ، في المستقبل .. وعن موقفه ، بين يدي ربّه، حين يلقاه ، فيسأله: عن عمره، فيمَ أفناه.. وعن جسده ، فيمَ أبلاه.. وعن ماله ، من أين اكتسبه، وأين وضعه.. وعن علمه ، ماذا عمل فيه !

أمّا النماذج الأخرى ، من البشر، التي لاتعمل ، ولا تحبّ أن تعمل .. وتسارع ، إلى نقد الآخرين ، أو لومهم ، أو التهوين من شأنهم : من شأن أشخاصهم ، أوأعمالهم..

والنماذج الأخرى ، التي تماثل تلك ، أوتتفوّق عليها ، والتي تحمّل غيرها ، المسؤولية ، عن كلّ شيء ، وتتّهمها بالتقصير، في كلّ شيء ، وبالتفريط بكلّ شيء.. دون أن تبادر- هذه النماذج - إلى فعل أيّ شيء ..! وتلتمسُ ، لأنفسها ، الأعذار؛ بأنها ، لاتثق بأحد ، ولا تطمئنّ إلى سلوك أحد ، أو أمانة أحد ..

أمّا هذه النماذج ، وتلك ، وغيرها ، ممّن هم على شاكلتها .. فليست مخاطَبة بالكلام ، الآنف ذِكرّه ، وحَسْبُ العاقل ، أن يذكّرها بالآية الكريمة :

{بل الإنسانُ على نفسِه بَصيرة * ولوْ ألقَى مَعاذيرَه} .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين