زوجتي

في مجتمعٍ ذكوري لا يضع للمرأة اعتبارًا، ويجعل من الرجل قُطبا على المرأة الدوران حوله، فتفعل ما يُرضيه، وتتجنَّب ما يُسخطه، بل لا بد أن تتنبَّأ بمستقبل مشاعره كيلا تجرحَها!

في حين لا يلزمه تجاهها سوى المادة - وبحسب استطاعته-، وإن زلّت لسانه ذات يوم بما يضع لها اعتبارا ومراعاة ومكانة سارعَ في التراجع عن ذلك ليثبت رجولته التي طالما فهمها بطريقة خاطئة منقوصة ظالمة!

في مجتمع كهذا لا يراكِ شيئًا 

حبيبتي

أجدُكِ كلَّ شيء، ولا أجدني من دونكِ شيئًا!

قد لا أفصحُ كثيرا عما أكنُّه لك في جَناني، غير أن ذلك الكتمان إنما هو ناجمٌ عن سهو ولا مبالاة، لا عن تحرجٍ أو نظرةٍ دونية، وحاشا،،

وإن سمح التعبير فإنِّي أراكِ نعمت المخلصة اجتماعيا، وأراني بئس المُرائي اجتماعيا؛ 

فكم سعيتُ إلى التظاهر بكل إنجاز ونجاح كنتِ أنتِ الجنديَّ المجهولَ فيه، والمخرجَ والمنتجَ، ولم يكن لي فيه سوى التهريج والاستعراض.

وبعد كل ذلك نستكثرُ عليكنَّ كل خير، ونلصق بكنَّ كل عيب ونقص، ونضع تحت المجهر كل ما يخدمنا - كرجال- من نصوص الشرع، متناسين أو متغافلين ما يُكرّس حقكن علينا،

فأنتنَّ ناقصات عقل ودين (وبفهمنا العقيم المبتور من سياق الحديث)،،

وأنتنَّ عورةٌ في عورة (أيضا بالتأويل الظالم العنصري الذي يرفضه الدين)،،

كما يجب عليكنَّ السمع والطاعة والسعي في إرضائنا؛ حتى لاتلعنكن الملائكة، في حين أن لنا كامل الحرية في أن نغمطكن حقكن، وليس للملائكة أن تلعننا ولو وقفنا دون ما تشتهينَ وترغبْنَ عمدا وقصدا!

ثم عن فلذات الأكباد، وما أدراكم ما فلذات الأكباد؟!،، 

كم تتَّسع قلوبكنَّ، وتتفطر أكبادكنَّ، وتواصلن الليل بالنهار؛ رجاء تربيتهم وإصلاح شأنهم، ولا يكون منَّا نحن الرجال سوى جنْي. الثمرة والاستمتاع بها، وإن ورد ذِكر شأنكن ومعاناتكن وتضحيتكن ردَدْنا بدم بارد ومشاعر جافة أنْ: نحن الباذلون المنفقون!! 

زوجتي

أعود وأختم

وأقول: 

لن أنتظرَ إلى يوم القيامة حتى تتم مكافأتُكِ جرَّاءَ صنيعِكِ- وكُلِّي إيمان ويقين بأن ذلك حاصل لا محالة، كما لم يتصور الرجال-!! 

ولكني سأجعل من قلبي فضاء رحبًا لك تمرحين فيه وتسرحين، غيرَ متوجسة ولا خائفة من التقصير في حقي، إلا فيما لا يتجاوز حقك أنتِ أولًا! ومن أنا حتى تخافي وتتوجسي من أجلي ولا أخاف ولا أتوجس؟؟!!

ألستِ بشرا ونسيجًا وحدكِ، وكتلة مشاعر وأحاسيس؟؟

بل وأذهب إلى أبعد من ذلك، فأقول:

من الأَولى بالمراعاة واللطف والإرضاء والإحسان؟ 

ألستِ أنتِ أيها الكائن اللطيف؟

بلى.

فاطمئني، وأريحي بالا، وأْوِي إلى ركنٍ شديد، واسكني صدري، وافترشي فؤادي، والتحفي جَناني،

أقيمي داخلي خالدةً فيَّ أبدا.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين