مسلمة سويدية

لكل مَن أسلم في العقود الأخيرة قصة تعود إما لانبهاره بعظمة ما وجده في القرآن الكريم، أو بروعة ما رآه من استقامة في سلوك بعض المسلمين الذين خالطهم، أو بحُسن العرض الذي قدّمه دعاة الإسلام ومفكّروه... وإن الاطلاع على قصص هؤلاء الذين هداهم الله يفيدنا في قراءة مظاهر الروعة في ديننا، مما كادت تتلاشى روعته في نفوسنا لطول الألفة، كما تلاشت روعة كثير من آيات الله المبثوثة في الكون وفي الأنفس... لطول أُلفتنا لها.

ونقتبس لقطات من حياة إحدى اللواتي مَنَّ اللهُ عليهن بالإسلام، وقد نُشرت مقابلة معها في مجلة الدعوة / العدد 60 / أيار 1997م.

إنها المسلمة "أسماء". الأستاذة الجامعية في السويد، التي تدرّس مادة مقارنة الأديان. وقد كان اسمها قبل الإسلام: "آنا صوفيا".

بدأ تعرّفها إلى الإسلام عبر كتب مترجمة إلى الانجليزية، مثل كتب أئمة الدعوة: حسن البنا وسيّد قطب وأبي الأعلى المودودي. وبشكل خاص كتاب معالم في الطريق الذي كان سبباً أساساً في إسلامها عام 1982م.

وأكثر ما استوقفها في دراستها للإسلام تكييفه المتفرد لمفهوم العدالة، وهي تأسف لما يتعرض له الإسلام وتاريخ الإسلام من تحريف وتزوير، وكذلك ما يصدر عن بعض المسلمين من تصرفات لا يرضى عنها الإسلام.

و"أسماء"، فوق عملها أستاذة جامعية، تشغل منصب نائبة السكرتير العام للاتحاد النسائي الإسلامي الدولي بالسودان، وله فروع في ماليزيا وتركية وكندا... وقد أنشأت في فرع السويد لجنة إعلامية لنشر الفهم الصحيح للإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وترى أن العرض الصحيح السليم لهذا الدين، وترقيق القلوب لقبول الحق... يجعل المرأة الغربية تُقْبل على اعتناقه، ثم ترتدي الحجاب.

وترى أن المرأة العربية والمسلمة ما تزال تشعر أنها بحاجة إلى الرجل الذي يفكّر لها ويقرر لها ماذا تأخذ وماذا تدع. وإن القوامة والشورى ينبغي أن تكونا الجناحين للبيت المسلم.

وترفض أن يكون تحرر المرأة مقروناً بتحللها الأخلاقي، بل يكون تحررها بنيل حقوقها التي شرعها لها دينها.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين