هل يغضب زوجك إذا كسرتِ شيئاً؟

نحن – معاشر الرجال – كثيرو اللوم ، وأكثر من نلومهم زوجاتنا ، يقول أحدنا لزوجته : لماذا فعلتِ كذا ؟ لو عملتِ بما قلت لكِ ما حدث ما حدث ! ما أكثر ما تكسرين وتخرّبين !

ولنقف عند الأخيرة ؛ أعني لومنا زوجاتنا على كسرهن أواني المطبخ ، أو اللوحات الثمينة ، أو الأجهزة الكهربائية ، أو غير هذه وتلك مما في البيت.

هناك من الزوجات من يتملكها الخوف، من غضب زوجها الشديد، إذا علم بكسرها إناءً أو إعطابها جهازاً، فتجدها تخفي ما انكسر حتى لا يراه؛ مؤجلة بهذا غضبه وقتاً من الزمان، علّ ساعة يكون فيها منشرح الصدر، رائق البال، فتخبره بما كان .

ومن الزوجات من تسعى إلى شراء آنية أخرى مشابهة للآنية المكسورة ؛ لتستعملها بـدلا منها، فلا يكتشف زوجها ما انكسر، وتتفادى بهذا غضبه ونقمته .

وقد لا تكون هي التي كسرت ما انكسر، أو أعطبت ما انعطب، إنما واحد من أولادها، فتلجأ أيضاً إلى تأجيل معرفة زوجها ما أمكن، أو تشتري بديلاً لما انعطب أو انكسر، أو تتولى هي الدفاع عن أولادها، وتبرير الإهمال الذي أدى إلى ما أدى، أو تنسبه إلى نفسها، متحملة غضب زوجها، حمايةً لأولادها.

هل عالج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الذي يكون من الأزواج حين يعلمون بما انكسر أو انعطب ؟

قال عليه الصلاة والسلام : (( لا تضربـوا إماءكم على كسر إنائكم ، فإنَّ لها آجالاً كآجال الناس )) رواه أبو نعيم والطبراني .

ما أجمل هذا وما أحسنه !

إذا كنّا قد نُهينا عن لطم الخدود، وشق الجيوب، والصراخ والعويل، حين نفقد عزيـزاً علينا، لأن أجله لا يتقدم ساعة ولا يتأخر، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يُعلّمنا في هذا الحديث أن للآنية آجالاً أيضاً كآجال الناس، ومن ثم فليس لنا أن نضرب أو نلوم أو نغضب.

وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن ضرب الإماء ( الخدم ) فالزوجات والأبناء أقرب وأولى في النهي عن ضربهم أو لومهم أو توبيخهم .

فلنحرص – معاشر الرجال – على الحلم في تلقي أخبار كسر الآنية وخراب الأجهزة ، متذكرين أن لها آجالاً كآجال الناس .

ولنتأمل في ما يحمله هذا الحديث النبوي من رفق بالزوجات والأبناء والخدم ، ومن تخفيف عنهم ، وتلطف بهم .

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين