شعب واحد، مرض واحد

اتصل معي البارحة صديقي القديم من إحدى المدن الألمانية

وحدّثني عن نشاطه الثوري في تلك المدينة، نصرة لشعبنا السوري الذي يعيش البؤس والنزوح والغربة والتشرد ومن قبل القتل والتهجير والتجهيل والتدمير 

فقال : يوجد في تلك المدينة الألمانية التي أقطن فيها 

قرابة الثلاثين ألفاً من السوريين التي أرغمتهم يد الغدرعلى مغادرة بلادهم 

و أردف قائلاً:

حينما نريد أن نقوم بمظاهرة احتجاجاً على موت الناس في بلادنا لا أجد حولى أكثر من عشرين شخصاً، وحينما أرى أحدهم بالقرب من تلك المظاهرة أدعوه في الوقوف معنا لخمس دقائق فقط

فيعتذر متذرعاً بحجج واهية

و بأنّ الأغلبية منهم 

أصبح عنده حال وطن الأم في (خبر كان).

لقد أحزنني كلام صديقي وخجلت من أن أخبره

بأن الذين أعيش معهم في مخيم النزوح في الشمال السوري عندهم نفس ماعندكم من عدم الاكتراث بما يجري حولهم .

وعلى سبيل المثال عملت مع جماعة من الإخوة على المطالبة بحقوق هؤلاء والذين أنا منهم وذلك برفع الحيف والظلم عن أنفسنا

فلم نجد منهم قبولاً

فكنا ندعو البعض منهم للوقوف ثلاث دقائق لأخذ صورة نحتج بها أمام الجهة المسؤولة عن ظلمنا 

فكان ذلك الشخص يعتذر ويتذرع بأمر تافه ويلوذ فراراً

ومازلنا على هذه الحالة حتى اللحظة 

ولذلك أجبرني الخبر الذي وصل من صديقي البارحة بأنّ أختم مقالتي بهذه العبارة (شعب واحد،مرض واحد)

فنسأل الله تعالى الشفاء العاجل لشعبنا البائس المسكين 

وأن يرده إلى دياره سالماً غانماً مرفوع الرأس

وقدحقق أهدافه ونال مراده

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين