الأمة بخير

ايها الأخوة يا أبناء أمتنا العظيمة أريد أن أذكركم أن الامة بخير على الرغم من التشرذم وأنها لا تزال على عهدها مع ربها وأن دينها يبقى عزيزا عليها وعلينا أن نحسن الظن بعضنا ببعض ونلتمس الأعذار بعضنا لبعض فلكل موقعه ومسؤولياته. 

ولكل ظروفه وأحواله فالأمر جد دقيق ومعقد والأمر جد خطير على كل مستوى إقليميا ودوليا يحتاج منا جميعا إلى تبصير وحسن نظر وألا نبسّط الأمور وألا نستخف بالواقع 

ولنعمل جميعا على فك حالة ارتهان إرادة الأمة فأخطر ما يرتهن إرادة الأمة ويعطل قدراتها افتراق كلمتها وشتات أمرها وتمزق صفها فليعمل كلٌّ من جانبه على توحيد كلمة الأمة وجمع صفها وتكامل قدراتها، وأن نعيد النظر بمنهجية التلاوم، وتبادل التهم ولنحرر أنفسنا من المؤامرة والمتآمرين وأنكر بشدة حالة الارتهان لهواجس المؤامرة والذي يأتي بتقديري تحت وطأة العجز في التعامل مع ظروفنا الصعبة والمؤلمة إقليميا ودوليا 

وها نحن نواجه حالات من الفوضى فشباب هنا وشباب هناك يعلنون إمامتهم للأمة كالبغدادي والجولاني، وينصبون أنفسهم ومن معهم من أقرانهم - وأكثرهم مجهولون - قادة شرعيين للأمة، ويطالبون الناس بالبيعة لهم ولنهجهم وأخذا باستباحة دماء المسلمين حتى ذوي القربى والرحم وكذاك استباحة ممتلكات المسلمين باعتبارهم -حسب زعمهم -أنهم في حالة حرب مع أعداء الإسلام بعد أن أقنعوا أنفسهم وضللوا غيرهم بفتاوى المقدسي وأبي قتادة وأبي يقظان المصري وأبي مارية 

وأمثالهم بان المسلمين انحرفوا عن المنهج الصحيح وارتدوا وأشركوا من خلال سؤالهم: ( أين الله )؟ وهلم جرا من الأسئلة 

فأصبح حكمهم في رأيهم حكم المحاربين المعادين لدين الله!! 

تستباح دماؤهم وأموالهم وأعراضهم والعياذ بالله. 

وها هم حتى مع بعضهم ينكر بعضهم على بعض ما يدعيه ويتبادلون التهم وعبارات التكفير والتفسيق. 

ومن حالات الفتنة الأشد فتكا بجسد الأمة وأمنها أنّ - وللأسف - بعض من ينتسبون ينتسبون للعلم الشرعي انحازوا إليهم وأخذوا يبررون لهم شرعية نهجهم وما يمارسونه من غلو وخروج وانحراف وتطرف. 

لذا فإنني أدعوهم جميعا إلى العودة عن هذا الغلو والضلال وأن يتقوا الله في أنفسهم وأمتهم وأن لا يكونوا عونا للشيطان وجندا في ركبه أدعوهم إلى الالتزام بقوله تعالى:

{ ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة }

وأن نلتزم جميعا مبدأ النصح والتناصح ( الدين النصيحة )

ولا يفوتني أن أذكر ببعض أعمال المتسلقين على ثورتتا في المناطق المحررة من سلب ونهب وقتل واعتداء على الأعراض وهم معروفون بأسمائهم وفصائلهم وهم أسوأ من النظام المجرم الذي أعلنا الثورة عليه 

وسيأتي يوم يحاسب فيه الشعب هؤلاء الفاسدين المجرمين 

ولا يختلف أصحاب بعض المؤسسات عن هؤلاء في إساءتهم للثورة عندما شخصنوا مؤسسات الثورة لهم ولشلتهم 

وهكذا تمت التجارة بدماء العباد والبلاد تحت عناوين براقةعسكرية إغاثية تعليمية وهلم جرا

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين