تأثير المنافقين، ومرضى القلوب، والمرجفين.. على كيان الأمّة، أيّام الحروب!

قال تعالى : لئنْ لمْ ينتهِ المنافقون والذين في قلوبهم مرضٌ والمُرجِفون في المدينة لنُغرينّك بهم ثمّ لا يجاورونك فيها إلاّ قليلاً .

المنافقون : معروفون ، من زمن النبوّة ، وكانوا أشدّ ، على المؤمنين ، من الكافرين واليهود، لأنهم يتظاهرون بالإسلام ، ويمكرون ، بخبث شديد ، لتحطيمه ، وإيذاء المسلمين !

الذين في قلوبهم مرض : أمراض القلوب كثيرة ، منها : الكبر، والحقد، والحسد ، والطمع ، وغيرها ..!

وبعض مرضى القلوب ، كانوايتحيّنون الفرص ، لإيذاء المسلمين ، بشكل عامّ ، أو بشكل خاصّ ؛ لبعض الأفراد! ويفرحون بأيّة مصيبة ، تصيب المسلمين ، عامّة، أو بعض أفرادهم، خاصّة !

المُرجفون : أمّا المرجفون ، فهم فئة خاصّة ، كانت في المدينة ، وكانت تفرح ، بما يصيب المسلمين ، من أذى ، على أيدي أعدائهم ، وينشرون الشائعات الكاذبة والمغرضة ، للفتّ ، في عضد المسلمين ، ومن ذلك : الحديث عن قوّة العدوّ ، وعن عجز المسلمين ، عن مواجهته .. ونحو ذلك !

وقد ورد ، في كتب اللغة ، عن الإرجاف ، مايلي :

أرجَفَ القومُ ، في كذا : خاضوا ، في الأخبار السيّئة ، وذكر الفتن ؛ بقصد إيقاع الناس ، في الاضطراب !

وفي العصر الحديث : ظهر مصطلح (الطابور الخامس) ، وأصلُه :أن أحد القادة العسكريين، في أوروبّا ، سُئل : كيف تحارب جيش عدوّك القويّ ، بأربعة طوابير لديك ؟ فأجاب : بل هي خمسة ؛ فلدينا طابور خامس ، في صفوف عدوّنا !

وقد دأبت الدول ؛ لاسيما أيّام الحرب الباردة ، بين الحلفَين المتصارعَين : الناتو، ووارسو، على وصف كلّ شخص ، يفعل فعلاً مؤذياً لمعسكره ، بأنّه : من الطابور الخامس المعادي !

ويبقى السؤال المهمّ ، قائماً ، عن مواقف بعض الفئات السورية ، في الصراع الدموي ، الراهن ، في الشام ، بين النظام المجرم الحاكم ، وحلفائه الروس والرافضة .. من جهة ، وبين الشعب السوري ، وفصائله العسكرية ، وحلفائه الأتراك .. من جهة ثانية !

فإذا كانت الضفادع ، قد كُشف أمرُها ، وعرف الناس حقيقتها .. كما كُشف ، أمر الذين انشقّوا ، عن صفوف النظام المجرم ، ثمّ عادوا إليه ، بعد أن أدّوا مهمّات معيّنة..

فما شأن البُله : الذين يسوّون ، بين تركيا ، الحليف المخلص الوحيد ، لشعب سورية .. وبين الأعداء : الروس ، والرافضة ، الذين يحتلّون سورية ، ويشاركون عصابات الأسد ، في ذبح شعبها .. ويزعم هؤلاء البُله : أن تركيا دولة محتلّة ، لبعض مناطق سورية ، مثل الروس، والرافضة ، والأمريكان ..!

وقد يرى بعض الناس ، لدى هؤلاء البُله ، شيئاً من حسن النيّة ، ويرون أنهم : يعبّرون عن آرائهم ، ويسردون تحليلاتهم السياسية ، الخاصّة بهم .. وحرّية التعبير عن الرأي ، من حقّ الجميع ! دون إدراك حقيقي ، لمعنى ( حرّية التعبير) ، وضوابطها، وإثم ممارستها، بطريقة، فيها تدمير لشعب كامل !

وما شأن الثرثارين : الذين يصرخون ، صباحَ مساءَ ، في بعض وسائل التواصل الاجتماعي: أن تركيا ، لها مصالح خاصّة ، في سورية ، مثل باقي الدول المتدخّلة ، في الشأن السوري .. وهي : ( تركيا) ، تبيع وتشتري ، بالسوريين ، وتتاجر يمصائبهم ، لخدمة مصالحها الخاصّة، ولا تبالي بشعب سورية ، في أيّ وادٍ هَلك !( وهوالكلام الذي تردّده أبواق الإعلام المعادي)!

وهل يُعد البُله والثرثارون ، ونُظراؤهم ، من المتحذلقين والمتفيهقين .. هل يُعَدّ هؤلاء ، من الطابور الخامس ، الآنف ذكرُه ، أم هم يشكّلون طابوراً سادساً ، أو سابعاً ؛ حين يُسوّون : بين مَن يدعمك ، ويحميك ، ويعلمك ، ويداويك ، ويدافع عنك ، أمام أعتى القوى الدولية.. ويعرّض أمن بلاده ، للخطر، لحماية أمنك وأمنه ، وتحقيق مصلحتك ومصلحته .. وبين من يذبحك ، ويشرّدك ، من بلادك ، لمصلحته ، هو..!؟ أم لهؤلاء مهمّات خاصّة ، وتسميات خاصّة ، لم يكتشفها أحد ، حتّى الآن !؟

وسبحان القائل : فإنّها لا تَعمى الأبصارُ ولكنْ تَعمى القلوبُ التي في الصدور

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين