مهزلةٌ ما بعدها مهزلة !!!

تابعوا المقال إلى آخره ففيه مع ما يحمله من مأساةٍ طُرفةٌ وابتسامة

مَن أراد أن يتعرف على حقيقة الدور الذي يقوم به النظامُ المصري من تدميرٍ للفكر الإسلامي، عليه أن يتابع أقنية النظام الفضائيٌة التي تفتح أبوابها بلا ضابطٍ ولا رقيب لمقابلاتٍ هزليّةٍ مع مشايخ التنوير الذين يعيثون فساداً بغيرِ علم ... 

والغريب أنّ النظام وصل إلى دركةٍ من الانحدار أنّه لم يُكلّف نفسه عناء أنْ ينتقي من هُم على درجةٍ بسيطةٍ من العلم ليخفي فيها نواياه ويحمي بها نفسه حتى أمام البسطاء !!! 

جاءني ?ديو لمقابلةٍ مع شيخٍ من شيوخ النظام المصري التنويريين ، هذا الشيخ مُعمّم ويأخذ مكانَهُ على منصة الحوار، ويتحدثُ بكل ثقةٍ مُنكراً وجود كتاب صحيح البخاري ، وقال: لا يوجد كتاب اسمه صحيح البخاري ، أماّ مؤلف هذا الكتاب والذي اسمه ( جُمعة محمد بن إسماعيل البخاري ) فهو غير معروف أصلاً ... ( هكذا نطق اسمَ صاحب كتاب صحيح البخاري ) انتهى.

إنّ هذا الشيخ التنويري والمدعوم من النظام والذي يحتل مقعداً على شاشةٍ تراها الملايين ، ويدعّي انه درس كتاب البخاري ، لا يعرف قراءةَ اسم جامع صحيح البخاري ، وليس لديه أدنى درجات العلم أو الخبرة في الدراسة والتحقيق بمعنى أنّه لم يجد من الوقت أثناء تحقيقه ودراسته في إثبات أو نفي هذا الكتاب لم يجد الوقت ولا يملك العلم الذي يجعله يقرأ عنوان الكتاب ... فصحيح البخاري مكتوبُ على غلافه : 

( جَمَعَهُ ... محمد بن إسماعيل البخاري ) !!! وشيخنا الفاطس !! قرأ اسم صاحب الكتاب ( جُمْعَهْ محمد بن إسماعيل البخاري ) والحقيقة أنّه لم يُخطئ زلّةَ لسانٍ بل أعاد اللفظ مرّتين وبكل ثقةٍ وجلال !!!

والسؤال المهم : مَنْ أوصلَ هذا الجاهل إلى هذا المكانْ ؟! 

كيف وصل الاستخفاف بالناس إلى هذا القدر ؟! 

كيف وصل الانحدار بقيمة العلم إلى هذه الدركات ؟! 

كيف وصلت الاستهانةُ بهذا الدين العظيم إلى هذا المستوى ؟! 

هذا الشيخ يوجد له مقطع ?ديو في مؤتمرٍ مع أربعةِ مشايخ آخرين من طرازه ، يرعى هذا المؤتمر مُنظّمةٌ فرنسيةٌ يرأسها فرنسيٌّ مسيحي متخصّص في محاربة الدين الإسلامي ... يقول هذا الفرنسي بالصوت والصورة: إن هؤلاء المشايخ هم من سيرفعون لواء التجديد في الدين الإسلامي !!!

وعليه تبنّى النظام المصري فتحَ أبواب أقنيته له ليحملَ لواء التنوير، ويرفع راية التجديد لهذا الدين، وهو لا يجيد قراءةَ اسم الكتاب الذي يريد أن يُنكر صحّته !!! 

حاله كحال الشحرور وإسلام بحيري وغيرهم ممن لا يملكون من العلم إلاّ فرصةَ ظهورهم على الشاشات بدعمٍ من أعداء هذا الدين وتوجيهٍ من أعلى مراكز قوى الشر في العالم !!!

إنّ علماء المسلمين كانوا ومازالوا يمحّصون ويدقّقون في كل حرفٍ يتصدّون لنقده أو دراسته فهذا ديدنهم وهذا حرصهم على الدين ... ما هذا الهراء المدعوم الذي نراه في هذا الزمان ؟!

ذكّرني هذا الشيخ الخُرَنْبَعي بأعرابيٍّ جاهلٍ مِنْ عامّةِ الناس جاء إلى شيخٍ يسأله في أيام الحج عن شعيرة رجم إبليس، وقال : لماذا يا شيخنا يُسَنُّ ( غَسْلُ خِصى? الحمار قبل أن نرجم إبليس ) ؟! كيفَ لي أن أغسلَ خصى? الحمار وأنا ليس عندي حمار ؟! فسأله الشيخ : مَنْ أعطاك هذه الفتوى ؟! فقال : ها هي مكتوبةٌ في كتاب أركان الحج وواجباته وسنَنه ... أخذَ الشيخ الكتاب من الأعرابي وقرأ حيث أشار له ، ثم انتابته نوبةٌ من الضحك وقال له : يا بُني إنّ العبارة التي قرأتها هي ( يُسَنُّ غسْلُ حَصى? الجِمار ) !!! يعني يُسَنُّ غسل الحصيّات التي تريد أن ترجم بها إبليس !!! مِنْ أينَ أتيتَ بخِصى? الحمار ؟! فمضى الأعرابي يقول : والله هذا الدين له أهله !

أمّا الجاهل الآخر فقد سأل الشيخ ماذا يقصدُ الرسول صلى الله عليه وسلّم من قوله : "إنّ المؤمنَ كِيْسُ قُطُنْ " ؟! فقال له الشيخ : يا بني إنّ المؤمنَ كَيِّسٌ فَطِنْ ، مو كِيْس قُطُن !!!

وأذكرُ أنني أعطيت كتاب قصّة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه لضابطٍ في الجيش عندما كنتُ أقوم بتأدية خدمة العلم ليقرأ قصة هذا الصحابي العظيم ... 

أتاني ذلك الضابط بعد يومين وقال لي : يا دكتور وائل ما هذا التخريف في هذا الكتاب ؟! هل كان دواء الأسبرين في عهد الصحابة ؟ فقلتُ له : مَنَ قال لك هذا ؟ فأعطاني الكتاب وقد وضع ملاحظةً على العبارةِ التي فهم منها وجود الأسبرين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم ... قرأتُ العبارة فوجدتُها : ( أخذ خالد بن الوليد العِيْرَ والأَسِيْرَيْن ) !!! ضحكتُ وقلتُ له: نعم كان الأسبرين في عهد الصحابة وكان السيتامول في عهد التابعين ... !!! روح خدلك تحميلة ونام ، فأعطاني عقوبةً ثلاث ايام مبيت في القطعة التي نؤدي فيها الخدمة العسكريه !!! ( هذه الأخيره مزح وليست جد ) لأنه قال لي : والله ْ بدنا كتير لنتعلّم !

أقولُ إلى المُعجبين بالهجمة الشرسة على هذا الدين : إنَّ حال التنويريين الذين يريدون تجديد دينكم لا يختلف عن حال أبطال الأمثلة الثلاثة التي أوردْتُها في مقالتي

إلى الله المشتكى ... وإليه المصير

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين