صناعة المجتمع المتجانس ، في الشام : طائفية أسدية رافضية !

بشار الأسد ، المحسوب رئيساً ، للجمهورية السورية .. بعد البطش ، بثلاثة أرباع أهل السنّة، في سورية ، بين : قتل ، في الشوارع والسجون .. وتهجير، في سائر بقاع الأرض .. وقف يصرّح ، ببلادة ، لا يُحسد عليها :

المجتمعُ السوري صارَ متجانساً !

فماذا يعني التجانس ، من وجهة نظر العبقري الملهَم ؟

أهلُ السنّة ، في سورية ، أكثر من عشرين مليوناً ، من أصل خمسة وعشرين ! أمّا الخمسة الباقية ، فموزّعة ، بين النصيريين ، الذين يعدلون نصفها - حداً أقصى - والنصفُ الباقي ، موزّع ، على الطوائف الأخرى ، من : نصارى ، ودروز، وإسماعيلية ، ويزيدية ..!

وبعدَ ماجرى ، من إبادة ، لأهل السنّة ، ومن تهجير.. صار للرافضة ، من إيران ، ومن المناطق الأخرى ، التي جلب منها الإيرانيون ، أبناءَ ملّتهم .. صار لهم حقوق ، في سورية، على حساب المناطق ، التي هُجّر منها السنة ، في دمشق ، وغوطتها ، وريفها.. وفي المحافظات الأخرى : الجنوبية ، والوسطى ، والغربية ، والشمالية ؛ فصاروا يتملّكون - بإذن من الرئيس السوري وأجهزته- أراضي المسلمين ، من أهل السنّة ، وبيوتهم ، ومحلاّتهم، بعملية تغيير ديموغرافي (سكّاني) ، لم يفعل مثلها، الصهاينة ، في أملاك السكّان الفلسطينيين، في فلسطين المحتلّة !

لم تكن عملية تهجير السنّة ، عشوائية ؛ بسبب العنف الدائر، ضدّهم .. بل هي عملية ممَنهجة، مقصودة ، لذاتها ، بالتعاون ، بين النظام الأسدي النصيري ، ورافضة إيران .. كما حصل ، من قبلُ ، في العراق ، الذي هُجّر أكثر أهله االسنّة ، ليحلّ محلّهم الرافضة ، من إيران ، ومن غيرها !

كانت الانتخابات النيابية ، قبل مجازر آل أسد ، تفرز مجلساً ، يَغلب عليه السنّة ! والآن ، اختلف الأمر، كما يرى النصيرية والرافضة ! فأية انتخابات ، في الوضع القائم ، اليوم ، ستفرز مجلساً ، لايشكّل فيه السنّة ، إلاّ أقلّ من النصف .. والباقي : للطوائف الأخرى ، وكثيرمنها ، من الشيعة الرافضة ، الذين حصلوا ، على جنسيات ، منحهم إيّاها، بشار الأسد ، بموجب فلسفته الخاصّة : أن البلاد ، ليست لمن يحمل جنسيتها ، بل ؛ لمَن يدافع عنها ؛ أيْ: يدافع عنه ، وعن حكمه !

ويبقى السؤال ، هنا ، عن النصيرية ، الذين قُتل عشرات الألوف ، من رجالهم ، في الصراع الدموي ؛ دفاعاً ، عن حكم آل أسد : كمْ سيشغلون ، من مقاعد البرلمان السوري .. وقد أشار أكثر البيانات ، حول قتلاهم ، في المعارك ، بأنهم جاوزوا ، أكثر من ربع رجال الطائفة .. وبقيت النسبة العظمى ، من الطائفة ، مكوّنة ، من الأطفال والنساء !

فأين التجانس ، هنا ، أو، بالأحرى : ما المقصود به !؟ إن أوضح تفسير، لهذا التجانس ، هو أن أكثرية الشعب السوري ، صارت ، من الطوائف غير المسلمة ؛ وبالتالي : لاخوف من أيّة ديموقراطية ، في سورية ؛ لأنها : ستجلب – بالضرورة - برلماناً غير مسلم ! وهذا ، بالطبع ، يُريح القوى الغربية ، عامّة ، وروسيا ، خاصّة ، التي صرّح مسؤولوها ، بأنهم : لن يسمحوا ، بإقامة حكم سنّي ، في سورية !

فبوتين يعمل - بالأصالة عن نفسه ، وبالنيابة عن غيره ، من ساسة الغرب الصليبي - على محو أيّ حلم ، بحُكم ، ينتمي رجاله ، نظرياً ، إلى السنة ، في سورية ..ولو كانوا قوميين، أو علمانيين .. كما كان الحال ، طوال عهود الاستقلال ، عن فرنسا !

والسؤال الأخير، هنا ، هو: هل يقبل أهل السنّة ، بهذا ؟ هذا ماستجيب عليه الأيّام ، بعد أن ينحسر ظلّ بوتين ، عن سورية .. وإنّ غداً ، لناظره ، قريب !

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين