لولا ستر الله لافتضحنا 

هل صليت يوما خلف إمام فسها فكنت من الغافلين فلم تنبهه 

والذي نبهه رجل ممن تقول عنه أنه من " عامة الناس" ؟

ألم تمر بك لحظة من لحظات ضعفك ، واستيلاء الشيطان على نفسك فنظرت إلى صورة محرمة أو شاهدت مقطعا خادشا ؟

هل نصحت أحدا مرة بنصيحة نهيته فيها عن مواقعة محرم من المحرمات ، ثم ابتليت به فرحت تعلل نفسك بالتعليلات الواهية ، وتخرج لفعلك مخرجا ضعيفا لتفتي نفسك بما نهيت الناس عنه ؟

ألست تدعو الناس إلى الإقبال على كتاب الله تلاوة وتدبرا وعملا 

قل لي بربك: 

ألم تمر بك أيام وأسابيع -وربما شهور- لم تختم فيها كتاب ربك مرة واحدة 

وإن قرأت قرأت بغفلة وبدون تدبر؟

متى آخر مرة دمعت عيناك من خشية الله عز وجل هل تذكر ؟

أحسب أن عهدها بعيد !!

ألم تستيقظ مرة أومرات في وقت أذان الفجر فغلبتك نفسك فنمت عن الصلاة وما استيقظت إلا بعد أن أشرقت الشمس ؟

ألم تخطيء مرة ثم لما ووجهت بخطئك = كذبت وزعمت أنك لم تخطيء حتى لا يصيبك الضرر ، مع أنك تعلم أن في الصدق نجاتك وأن الكذب لا ينفعك ؟

ألست وقعت في بلية مرة فكان أول ما خطر ببالك وجال بنفسك أن تلجأ إلى فلان وفلان ممن تظن أنه يفرج كربك ويزيل همك 

فلما سدت السبل وأغلقت الطرق ناديت ربك مستمطرا رحماته 

مع أنك أول من تعلم أن الذي ينبغي عليك أولا وقبل كل شيء 

أن تستغيث بربك وتسأله أن يزيل ما حل بك؟

أعتقد أني لست مضطرا لذكر تفريطك في السنن الرواتب ، والنوافل ، وقيام الليل ، وقلة صيام النافلة ، والغفلة في الصلاة ، والتقصير في بر الوالدين ، وصلة الأرحام ، وغير ذلك مما تعلم .

إذا وقعت في كل ذلك أو بعضه

فاعلم حينئذ أنه

" لولا ستر الله لافتضحنا "

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين