تطيع الخالق .. وتؤذي الخلق

- منذ اللحظة الأولى التي أراد الله تعالى فيها أن يجعل في الأرض خليفة؛ مختاراً لأفعاله غير مجبور عليها، أدركت الملائكة أن في هذا التخيير ما قد يؤدي إلى إيذاء (إفساد وسفك للدماء) .. (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) وهذا بالتالي ما سيضعف غاية خلق المخلوقات بحسب تقدير هذه الملائكة الكريمة .. (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)، باعتبار أنهم يقومون بتلك الغاية (تعظيم الله) على أكمل وجه.

- ‏قضت إرادة الله تعالى أن يخلق من خلقه مخلوقات تطيع وتنفع دون أن تعصي وتؤذي (الملائكة)، وأخرى تعصي وتؤذي دون أن تطيع وتنفع (الشياطين)، وثالثة تطيع وتعصي وتنفع وتؤذي (البشر)، والله تعالى (يخلق ما يشاء ويختار).

- ‏ كلما ازداد حرص البشر على الطاعة لله تعالى والنفع لخلقه كانوا أقرب إلى الملائكية، ولن يبلغوها بتمامها لضعفهم ولقعود الشياطين لهم، وكلما أوغلوا في السقوط في معصية الخالق وإيذاء خلقه كانوا أقرب إلى الشيطانية، ولن يصيروا إليها بسفولها لبقاء بقايا الفطرة الربانية فيهم (تلك البقايا التي لا تمنع من توبتهم إن عزموا عليها ولو بعد حين).

- ‏ جعلت الشريعة حفظ دين الناس وأرواحهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم من صلب مقاصدها، فكيف يبيح المرء لنفسه استباحة واحدة منها ثم تجده في الوقت ذاته حريصاً على الصلاة والصيام والزكاة والحج ونوافلها؟! 

- ‏ لا يزال الشيطان يعبث فينا (نحن البشر) حتى يوقعنا في حالة من حالتي السقوط بين الإثم (المعصية) والعدوان (الإيذاء)، وهنيئاً لمن أفلت من إغوائه، وسلم من هاتين الجريمتين في حق الخالق والمخلوق.

- ‏بنى الله تعالى دينه على ثلاثة أركان هي:

1. العقيدة؛ وهي جانب نفسي متعلق بعلاقة العبد بربه، وأساسها التحقق من أركان الإيمان.

2. العبادة؛ وهي جانب عملي متعلق بعلاقة العبد بربه وبسائر مخلوقات الله تعالى، وأساسها التحقق من أركان الإسلام.

3. المعاملة؛ وهي جانب وجداني سلوكي متعلق بعلاقة العبد بسائر مخلوقات الله، وأساسها التحقق من أخلاق الإسلام، والسعي لبلوغ مرتبة الجودة والإحسان.

- كل تقصير أو تجاوز أو غفلة عن هذه الأركان الثلاثة يوقعنا بجريمة وإثم المعصية للخالق والإيذاء للمخلوق، وكل اجتهاد كريم فيما سبق يزيد من طاعتنا للخالق ونفعنا للمخلوق.

- ‏ربط الإسلام في كثير من المواضع بين طاعة الخالق ونفع المخلوق، وأكد ذلك في صلب العبادة، ولك أن تنظر في أركان الإسلام كلها لتكتشف هذا الرابط الكريم؛

1. فالصلاة طاعة للخالق، لكنها محطة تأهيل للنفس على التواضع والانكسار للطيبين، وترك إيذائهم، وعدم السماح لأحد بإيذائهم (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين).

2. والصوم طاعة للخالق، لكنه محطة تأهيل للنفس على الشعور والإحساس بجوعة وحاجة الآخرين، وترك إيذائهم وعدم السماح لأحد بإيذائهم.

3. والزكاة طاعة للخالق، لكنها محطة تأهيل للنفس على سداد الحاجات والثغرات، فهي للفقراء والمساكين وأصحاب الديون والمهتدين الجدد والغرباء .. وترك إيذائهم وعدم السماح لأحد بإيذائهم.

4. والحج طاعة للخالق، لكنه تأهيل للنفس على الانخلاع من هذه الدنيا الفانية، وطلب العفو والسماح من سائر البشر الذين وقعنا في إيذائهم بسبب تعلقنا في هذه الدنيا، فنحن بالحج ندرك حقيقة الدنيا فنسمح بها لغيرنا بدلاً من عقد الخصومات وتبرير ايذائنا لهم بسببها.

- في كثير من النصوص ربط صريح بين طاعتنا لخالقنا ونفعنا لبعضنا، في صورة تأكد لنا من خلالها أن نفعنا لبعضنا طاعة لربنا سبحانه، شأنها شأن سائر الطاعات، ومن تلك النصوص:

1. قال تعالى: ( .. وَلَ?كِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى? حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى? وَالْيَتَامَى? وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ? وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ? أُولَ?ئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ? وَأُولَ?ئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة: 177).

2. قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ? فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ..) (البقرة: ???)، فالحج طاعة للخالق والهدي نفع للمخلوق.

3. قال صلى الله عليه وسلم: (ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر؛ فليكرم ضيفه) (رواه البخاري). 

4. عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سألت النبي صلى الله عليه وسلم، أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: الصلاة على وقتها، قلت: ثم أي؟ قال: بر الوالدين، قلت: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله) (متفق عليه). 

- منع الإسلام الإيذاء للخلق، وأكد على إنكاره لمعصية الخالق في السياق نفسه الذي حرّم فيه إيذاء الخلق، واستهجنت نصوص الشريعة حالة الانفصام التي يعيشها كثير من المسلمين اليوم؛ وهم يمارسون طاعة الخالق وإيذاء الخلق في الوقت ذاته، ومن تلك النصوص الشريفة:

1. قال تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ? فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة: ???).

2. قال تعالى: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ? ذَ?لِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ? ذَ?لِكُمْ أَزْكَى? لَكُمْ وَأَطْهَرُ) (البقرة: 232).

3. قال صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْل؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) (رواه البخاري).

4. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟! قَالَ: (هِيَ فِي النَّارِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا؟ قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ) رواه أحمد، وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب"والألباني في "السلسلة الصحيحة".

5. قال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لا دِرْهَمَ لَهُ وَلا مَتَاعَ ، فَقَالَ : إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ؛ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ؛ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ) (رواه مسلم). 

6. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي لا يأمن جاره بوائقه) (متفق عليه).

- كيف استطاع الشيطان إغواءنا بالقبول بأداء الطاعة للخالق وإيذاء المخلوق في آن واحد، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لنا: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) (رواه البخاري ومسلم)؟! 

- ‏كيف نسمح للآخرين استفزازنا لنخسر عند ردود أفعالنا القاسية عليهم ما حصّلناه من طاعاتنا، والنبي صلى الله عليه وسلم يوصينا بالهدوء وعدم التعاطي مع الاستفزاز لاسيما ونحن في حالة طاعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلا يَرْفُثْ، وَلا يَجْهَلْ، فَإِنْ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ) رواه البخاري ومسلم؟!. 

- ‏كيف نسمح لأنفسنا بإيذاء خلق الله ونحن نطيع الله في بيوت الله؛ بأن نتجسس عليهم أو نرفع أصواتنا فنزعجهم أو نأكل ثوماً وبصلاً يكرهون ريحه أو نتخطى رقابهم أو نهمزهم بكلماتنا ونظراتنا؟!. 

- ‏كيف نسمح لأنفسنا بإيذاء خلق الله ونحن نطيع الله أثناء أداء الصدقة والزكاة، قال الله تعالى: (قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ? وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ (263) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى? كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) (البقرة: 264)؟!. 

- إذا كان الإسلام قد أمرنا بضبط سلوكنا وأعصابنا ونهانا عن الإيذاء أثناء أعظم العبادات وأكثرها شدة على النفس واستفزازا، ألا وهي الجهاد في سبيل الله؛ فهل يبيح لنا إيذاء الخلق فيما سواها من العبادات؟! .. ومن صور ضبط النفس والتوقف عن الإيذاء للخلق أثناء أدائنا لطاعة الجهاد:

1. عدم التجاوز في الرد فوق الحاجة أو الزيادة عما يلزم، قال تعالى: (.. فَمَنِ اعْتَدَى? عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى? عَلَيْكُمْ ? وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ) (البقرة: 194). 

2. عدم التمثيل والتشويه للجثث، قال صلى الله عليه وسلم: وسلم : ‏(اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ ، فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمْثُلُوا وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ... ) رواه مسلم. 

- كيف تسمح المرأة المسلمة لنفسها أن تؤذي الآخرين بما تلبس من لباس ملفت للأنظار وعطور وزينة تهواها النفوس، فيكسبون آثام عيون تتبعها، حتى لو كانت في طريقها إلى مسجد أو مركز تحفيظ للقرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بَخُورًا فلا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ) (رواه مسلم)؟! 

- كيف تسمح لنفسك أن تؤذي الناس بسيارتك عندما تقوم بتركها بشكل مزدوج في الشارع أو على أبواب (كراجات) الناس بحجة أنك تريد إدراك صلاة الجماعة في المسجد، أو حضور درس وموعظة في مركز تحفيظ؟! 

- ‏ كيف تسمح لنفسك أن تؤذي الآخرين بإغلاق شارع رئيسي أو حتى فرعي في خيمة تنصبها لفرح أو ترح؟!

- ‏كيف تسمح لنفسك أن تؤذي الدعاة المصلحين والمجاهدين المرابطين، بخلط الأمور واجتزاء الحقيقة بلسانك عبر منبر المسجد أو غيرها من المنابر؛ لترضي المستبدين المفسدين، وأنت تحسب أنك تحسن صنعا؟! .. قال رسول الله عليه وسلم: (إنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ) (رواه أحمد وهو صحيح)؟! 

- ‏ كيف تسمح لنفسك أن تؤذي المصلين في المساجد أو الحجاج في المناسك؛ عندما تترك مكان طهارتك أو جلوسك وإقامتك متسخاً، بدلاً من تركه أحسن مما وجدته؟! .. قال صلى الله عليه وسلم: (البُزَاقُ فِي المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا) (رواه البخاري)؟!. 

- ‏ كيف تسمح لقلمك أن يكتب كلام غيرك دون نسبته لأصحابه وتنشر ذلك في كتبك وصفحاتك باعتباره دعوة إلى الله، وهو إيذاء لخلق الله بسرقة أفكارهم وكلماتهم؟! 

- ‏ كيف تسمح ليدك أن تسلب وتنهب أموال الناس ثم تخرج من جيبك ما تتصدق به أو تذهب للحج والعمرة بالمال الحرام، وما أجمل قول الشاعر في ذلك:

إذا حججتَ بمال أصله سحتٌ=فما حججتَ ولكن حجت العيرُ

لا يقبل الله إلا كل صالحة=ما كل من حج بيت الله مبرورُ

- تخيلوا أنه حتى الكرام في الزمن الأول لم يسلموا من الوقوع في خطيئة الإيذاء أثناء الطاعة، ولكن التوجيه النبوي كان يستدرك عليهم، وأذكر هنا نموذجين لذلك:

1. عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يأتي قومه فيصلي بهم الصلاة، فقرأ بهم البقرة، فتجوّز رجل فصلى صلاة خفيفة، فبلغ ذلك معاذاً فقال: إنه منافق، فبلغ ذلك الرجل فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إنّا قومٌ نعمل بأيدينا ونسقي بنواضحنا، وإن معاذاً صلّى بنا البارحة فقرأ البقرة، فتجوّزتُ فزعم أني منافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معاذ أفتّان أنت؟ قالها ثلاثاً، اقرأ (والشمس وضحاها) و(سبّح اسم ربك الأعلى) ونحوها) متفق عليه. 

2. عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: (كان الفضل رديف النبي صلى الله عليه وسلم (في الحج) فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر ..) رواه البخاري.

وختاماً:

كيف للمرء أن يهنأ في عبادة يؤذي خلق الله تعالى فيها؟! .. إن ذلك من عمل الشيطان فينا حين نجح في إقناعنا بأنه لا علاقة بين طاعتنا للخالق وإيذائنا لخلقه .. ومن هنا بدأ النقص والخلل .. ولو علم العبد أن إيذاء الخلق يحبط عبادته للخالق؛ لحرص كل الحرص على نفع الخلق بقدر حرصه على طاعته للخالق .. فتجده لا يتأخر في أداء حقوق الناس حرصه على عدم التأخر في أداء الصلاة .. وتجده حريصاً على الامتناع عن الغيبة والنميمة والوقيعة بين الناس، حرصه على الامتناع عن الأكل والشرب في نهار رمضان .. وتجده حريصاً على رجم المعتدين على مقدرات الوطن والأمة في ميادين الجهاد، حرصه على رجم إبليس عند جمرات منى في الحج.

جميع المقالات المنشورة تعبِّر عن رأي كُتَّابها ولا تعبِر بالضرورة عن رأي رابطة العلماء السوريين